مقالات

فنجان الصباح – احمد عبدالوهاب – أدب الإختلاف .. خطاب حميدتي أنموذجا !!!

خطاب الفريق اول حميدتي ، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، ملأ الدنيا، وشغل الناس.. خصوصا وقد جاء الخطاب على حين فترة من الصيام الاختياري عن الكلام..
في ثنايا هذا الخطاب تبلغت أكثر من جهة رسائل غاية في الأهمية وغاية في الأدب .
في كلام حميدتي غير قليل من غضب مكبوت.. تم تغليفه بمهارة بتعابير عاقلة وكلمات مهذبة.. وعلى كل اللاعبين في المونديال السياسي السوداني أن يأخذوا هذا الخطاب أنموذجا في ادب الخلاف.. والقدرة الفائقة على ضبط النفس، وضبط العبارة مهما كانت درجات الغيظ والمرارة..
نعي حميدتي على رفقاء السلطة والحكم هذه الانتقائية الواضحة في التعاطي مع المواكب والتظاهرات.. وهي حقائق ربما آثر المكون العسكري ان يغض الطرف عنها.. بينما المطلوب منهم دائما الوقوف من الجميع على مسافة واحدة.. ذلك أن طريقة الخيار والفقوس.. يمكن لبيضها ان يفقس خيارات توغر الصدور، وتؤذي النفوس..
الي ذلك فثمة رسالة واحدة أو اكثر تبلغتها القوى التي فقدت السلطة بموجب ثورة ديسمبر ٢٠١٨م مؤداها أن عودتكم للسلطة، وفرصة دخولكم للقصر تماثل فرصة دخول الجمل إلى سم الخياط..
وثمة رسالة أخرى انصفهم بها حميدتي.. حينما ترك لهم الباب مشرعا للولوج ان شاءوا إلى مقاعد المتفرجين أو كراسي المعارضين..
ينبئ خطاب حميدتي في محصلة الأمر عن تماسك فولاذي ينتظم المؤسسة العسكرية باكَملها ، وان شئت فقل المكون العسكري.. تماسك لا فرجة فيه للشيطان، وهذا هو مايهم طيفا واسعا من أهل السودان..
ان قدرة حميدتي على كظم غيظه، وضبط خطابه،وارسال رسائله في كبسولات وطنية وكلام مهذب يشي بأن الرجل قد احتل مكانه عنوة واقتدارا في الصف الاول بين حكماء اهل السودان.. ومن النادر جدا ان يجتمع عند شخص واحد (ديوان) الحكمة و(صولجان) الحكم.. نادر جدا..
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
لاخوف علي السودان في وجود مثل هذه النماذج المبهرة.. نماذج لا يضرها اختلاف الرأي.. طالما أنه اختلاف لا يفسد للود قضية..
ويبقي الود مابقي العتاب..
ويبقى حديث حميدتي مدرسة في أدب العتاب وادب الخطاب..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى