من أعلي المنصة
ياسر الفادني
كرهتونا البِلِّي !!
بالأمس القريب كنت أتجول في قلب السوق العربي فإذا ببمبان كثيف علق علي عيوننا فأصابها بالدموع التي ظلت تنهمر كالسيول المدرارة من مقل السيارة ، وإذا بنوبات كحة تسمع صوتها هنا وهناك ، وإذا بعطسات قوية يتهييء لها العاطس أولا ومن ثم يطلقها قوية كأنها أنبوبة إطار (طرشقت) !! ، صديقي الذي قابلته حين صدفة سلم علي وعيونه محمرة وهو يكح كحا تكاد رئتاة أن تخرج وقال : الجماعة ديل كرهونا البلي !! علقت هذه العبارة بذهني وافتتحت بها مقالي هذا وأنا أقول : (كرهتونا البلي) !
هذه العبارة عندماكنا صغارا كنا نقولها إن كثر (المخرخرين) لعبا في هذه اللعبة و(الخرخرة) في البلي تدعو الذي يلعب معك إن غضب منك (يَدُكُ) اللعبة و ييشتط غضبا ويقول : كرهتونا البلي !
لا أدر عبارة كرهتونا البلي ! نقولها لمن ؟ نقولها للعسكر ؟ أم نقولها للحرية والتغيير بمسمياتهم (الكتيرة ومسيخة)؟ أم نقولها للكيزان؟ أم نقولها للذين يتهافتون للسلطة ، لكم مطلق الخيار أي أحد يختار جهة يعتبرها كرهته البلي فليطلق عليها هذه العبارة !!
للذي لا يعرف … حتي أصحاب العربات وبالذات حافلات النقل التي أكل عليها الدهر وشرب عندما يذهبون لصاحب الاسبيرات محتاجين (للبلي ) لعرباتهم ربما يلعن صاحب العربة ويطلق هذه العبارة لصاحب المحل إن وجد سعره غاليا وربما العربة التي يركبها تصيبها لعنة هذه العبارة !
ما أستغرب له و أتعجب أن خطاب الكراهية ضد أشخاص و جهات قبيلة قد تجاوزناه تماما وصرنا نطلق خطابا آخر حتي للجماد وهو( البلي) !! ، أي بركاوي من النوع( التقيل) !!
المشهد السياسي الماثل الآن أمامنا كثر فيه البلي أشكالا وأنواعا وألوانا ومثلث اللعب رسم في أرض غريبة تزروها الرياح كل حين فتختلف معالمه وتتلاشي ، اللعب داخل المثلث غير نظيف ويكثر فيه أسلوب (الخرخرة) !! ومد اللسان من الخلف إستهتارا بحيث لا يراه الذي يمد له !
البلي السياسي !! في هذه البلاد إن ( إطاقش) بقوة سوف يتكسر وتتفرق شظاياه ولا يصلح مرة أخرى، والذي يلعب البلي إن لم يلعب نظيفا لا يكسب ولا يجد نتيجة إيجابية، فيا البرهان : أمسك البلي…. ومن فضلك : أجدع (الضراب) !! ونيش البلي ودعنا نصفق بدلا من أن نقول : (كرهتونا البلي) ! .
البل ولا البلي