من أعلى المنصة
ياسر الفادني
٢٥ أكتوبر…..حُبَال بلا بَقَر !!
منذ أن قال البرهان خطابه يوم ٢٥ أكتوبر من العام المنصرم والذي بعده تم إزاحة حقبة حكم ظن من فيها أنها لن تبيد هذه أبدا ولم يظنوا أن ساعة التغيير قائمة ، اليوم كان الموكب رقم (٤٩) لإسقاط الإنقلاب والمطالبة بالحكم المدني وكل المواكب التي قامت كان هدفها القصر الجمهوري أو قصر الرمم !! كما يقولون في كل دعاية لموكب ، لم يستطيعوا حتي اليوم الوصول أبعد من موقف شروني ، درس معاد ومكرر ظللنا نأخذه كل مرة في كل هذه المواكب، هتافات وتتريس وحرق لساتك عراك مع الشرطة وكر وفر وقتل وخراب يحدث ، ظل الحال كما هو الحال لا الإنقلاب تزحزح وسقط !! ولا تم الوصول إلي القصر الجمهوري ولا إستلام الحكم المدني !!
كل موكب يكون المشاركين فيه أقل من السابق ، لماذا فشلت كل هذه المواكب ؟؟ الفشل يكمن : أولا في أن هؤلاء الشباب ليسوا علي قلب (شاب واحد) !! لجان المقاومة الآن تشظت و إنقسمت ، بعضها صار مطية للحزب الشيوعي وآخرين التحقوا بالحرية والتغيير الوفاق الوطني وآخرين مع الطيب الجد وآخرين ظلوا في الرصيف لا مع هؤلاء ولا مع أولئك والذي أضعف جسمهم هو الصراع الذي ظل يظهر كل مرة في بيانات أي جهة منهم
ثانيا : عدم الإلتفاف الشعبي حول هذه المواكب ، نعم المواكب التي كانت تسير ضد البشير انذاك يمكن أن تلمس نظرا إليها إلتحام وموازة شعبية ظاهرة لكن الآن إنعدمت هذه المساندة تماما مانراهم الآن هم صغار السن وحتي الكبار الذين نراهم هم( دهاقنة) ! أحزاب اليسار يظهرون في بداية المواكب بغرض التصوير ثم ( يكبرونها… بالباب الورا) والشاهد علي ذلك كل الذين راحوا ضحايا في هذه المواكب من صغار السن لم نر من تجاوز عمره الأربعين ، إذن لا وجود لإلتفاف شعبي حول المواكب إن رايناهم هم مجرد (فراجة) ليس إلا !
ثالثا : اللاءات الثلاثة التي إختارتها لهم قحت وتنصلت عنها كلها بعد ( الكواسة للعسكر في جنح الظلام ) !! وهمس ما تحت الترابيز الذي دار بينهما ، هذه اللاءات جعلت بينهم وبين العسكر جدارا عاليا وسميكا وهي بلاشك ليس فيها رأي الحصيف و لا الحكيم ولا الذكي ولا الفطن السياسي لأنه إن لم تتفاوض مع من يحكمون وفي يدهم مقاليد السلطة لا نتيجة ، عدم التفاوض يشبه أقطاب المغنطيس عندما تتنافر ، اللاءات الثلاثة عندما طرحتها قحت تذكرني ( بالمابي العشا أنفة لكن نفيستو فيه ) !
رابعا يبدو أن (البلف) المالي الخاص بدعم هذه المواكب والذي كان تنهمر من مواسيره الدولارات قد قفل وصار لايخرج إن فتح إلا (سرسارا) ! ، هذا أدى إلي كساد في سوق سماسرة المواكب ورؤساء اللجان بعد أن صارت هذه المواكب وسيلة للرزق فترة من الزمان !
يجب أن يفكر الشباب في وسائل أخري لجلب المدنية التي فقدوها لمن صفقوا لهم حين (دقسة) ! والذين ازيحوا من الحكم حين غرة ، فالتصالح فيما بينكم هو الرأي السديد ويضع لكم البساط الأحمر في كيف تشاركون في الهم الوطني بالحوار الراقي والمفيد ، فالصوت الهادي المؤثر أكثر من الضجيج العالي المنفر ، إن لم تضعوا مصلحة هذا الوطن في قلوبكم لا تنفعكم المواكب ، كل موكب يكون كالذي قبله لا جديد إلا إزهاق النفس والخراب وضياع اشياء الناس وسعيهم في كسب رزقهم ، شباب تبع لاخير فيهم …..وبورك في الشباب الطامحينا .