من أعلى المنصة
ياسر الفادني
إهبطوا هنا فإن لكم ما سألتم !
الوضع مقلق هنا سياسيا و إقتصاديا وأخلاقيا ، بلاد لا نعرف حتي الآن إلي أين تسير؟ وإلي أين تتجه؟ لا أحد يعرف ومن قال أنه يعرف فقد كذب ، كل يوم نصبح أسوأ من الذي قبله ، لا تستطيع أن تفهم إيقاع هذه البلاد إلا تحليلا لاغير وغالبا ما يحالفك الخطأ لأن التحليل دائمآ يبني علي ثوابت هنا حيث لا توجد ثوابت ، الوضع السياسي متلون حربائي المنهج لا يثبت علي لون واحد
طريقة الحكم الإنتقالي منذ أن سقط البشير لا تتضح شكلها حتي الآن ، مدة الحكم الإنتقالي لا تعرف ولا احد يعرفها فقط علمها عند ربي ، شكل الحكم إلي الآن لم يتحدد ! ، نري ضجيج سياسيين وعسكر ولا نري طحنا ، هؤلاء يميلون هنا وهؤلاء يميلون هناك كثر الميل القلبي المتقلب ، إقتصاد متكلس زيادات في الضرائب أقضت مضجع التجار والمزارعين وأصحاب الشركات منهم من قفل ومنهم من دخل السجن معسر ومنهم من ترك هذه البلاد وذهب إلي دولة أخري ليستثمر فيها، أرض الذهب حيث لا ذهب يدخل خزينة الدولة إلا القليل والكثير منه يهرب ، هنالك مقولة تقل 🙁 إن القرود اذا تصارعت افسدت المحصول ) ، السياسيون هنا تصارعوا وللأسف أفسدوا هذه البلاد
المستفيد من صراعكم ليس الوطن ولا أنتم تستفيدون المستفيد الأول هو فولكر الذي ذكر أن بعثته تتخذ الحياد حيث لاحياد لها ، تميل إلي جهة وتهمش جهات ، مستفيد لأنه فرق بين أبناء الوطن الوطن ويرعي هذه التفرقة ولم يتبقي له إلا أن يدخل البيوت ويفرق بين المرء وزوجه ! ، المستفيد هو غودفري السفير الأمريكي الذي حل قبل شهر أو يزيد ونصب نفسه وصيا علي هذه البلاد بل حاكما لها ، المستفيدون هم السفراء الذين كل مرة يتدخلون في شأن البلاد في ظل وجود سيادة حكومية لا تفطن لذلك ولا تكبح جماحهم
المتضرر الأكبر هو هذا الشعب الفتي الذي ظل في حالة التيه والحيرة من أمره ومن أمر السياسيين من جلدته، المتضرر الأكبر هو الوطن الذي صار ليس له وجيع الآن ووصل به الأمر أنه أصبح في خانة الشعوب المستضعفة التي ينظر إليها العالم أنها بلاد الإغاثات وبلاد التفرقة وبلاد الشتات ، بفعل هؤلاء صرنا من أفقر الشعوب لكننا اغناها باطنا أن تصافت النفوس
فيا سياسي بلادي إهبطوا هنا أرض النيلين ، اد إهبطوا هنا في طاولة الحوار وتناسوا الخلافات وتناسوا الصراعات وضعوا مصلحة هذا الوطن وشعبه الأبي أمامكم ، إني أراكم بخلافتكم تنهزمون ولا تنتصرون وسوف يضيع هذا الوطن وكفي الذي ضاع
فلينبري منكم عقلاء وحكماء ويتداركوا هذا الوطن و إن لم تفعلوا فسوف تطلق رصاصات الرحمة في صدر هذا الوطن ويصبح هذا الشعب علي شاشات القنوات العالمية يسكن الخيام وأمام كل ١٠خيمات برميل ماء وسوف نري رايات واعلام المنظمات الأجنبية تروح وتجييء … أعطونا أو منعونا ، فرجاني ختوا الكورة واطه واهبطوا أرض هذا الوطن الطيبة ودعوا التشاكس والخلاف حينها تجدون فيها ما سألتم .
