مقالات

ياسر الفادني يكتب.. ضاع وجدي !

ياسر الفادني

ضاع وجدي !

مايحدث الآن في هذه البلاد في المنحي السياسي يدعو تارة للضحك وتارة للإستغراب وتارة أخري للحسرة ، الضحك علي من يتصارعون سياسيا في حلبة المشهد السياسي والذين يذكرونني بحلبة المصارعة عندما يصعد فيها المصارع يحمل ( المايك) اللاقط وسط تصفيق الجمهور له مؤيدين أو غير مؤيدين ويمدح نفسه أولا !! ومن ثم يلفظ جام غضبه وكلماته وذمه لخصمه المصارع الآخر الذي يقف في الإتجاه المضاد له ، يأخذ المايك الثاني ويفعل نفس مايفعله الأول و هكذا تكون النتيجة أن (تدور البني والبلنجات) منهما تجاه الآخر !! ويسقطان منهكان ، لا مباراة نظيفة أقيمت!! ولا منتصر ولا مهزوم ، هذا بالضبط مايحدث للمصارعين السياسين السودانين الآن الذين نسمع لهم طحنا ولا نري لهم عجينا !

الأمر الآخر الذي يدعو للإستغراب هو التفرق وعدم قبول الرأي الآخر حتي ولو كان صحيحا والاستحواز علي الشييء وصناعة الشرعنة له بأي طريقة كانت ، هذا ما يحدث الآن بين الفرق السياسية المتناحرة ، مبادرة الشيخ الطيب الجد أتت و أوصلت رسالتها وظهر علي السطح مباشرة رد فعل لآخرين بأن أقاموا نفس المبادرة وإن تغير المسمي وصنعوا له القبول المتنوع وكانت باهتة المنظر وطعم (مٌلاحُها) مرخِي ! ونتيجتها غير موفقة وحضور ضعيف لختام فعالياتها ، ليس هذا في السياسة فحسب حتي في تكوين الأجسام النقابية صار مرض الشرعنة المصطنعة يسري في جسم آخرين كما يحدث الآن من صناعة محتوي شرعنة غير مقبولة فيما يسمي بنقابة الصحفيين التي يجري الترويج لبعض المرشحين فيها كما يجري الترويج لفيلم بايخ في هوليوود سوق ( ام دفسوا) النقابي !

أما مايدعوا للحسرة بل البكاء الذي يفوق بكاء الخنساء عندما رثت أخيها صخرا ، حسرة علي وطن كل يوم يضيع ، حسرة علي شعب عبارة يشكوا الأمرين قد تجاوزها تماما وأصبح يشكو (الأمرات) !! إلي مالا نهاية كما ينهي أستاذ الرياضيات برمز ( مالا نهاية) مسألة حسابية ، شعب لا يعرف أين يتجه؟ هل إلي عدو من جلدته يتجهمه؟ أم إلي صديق غريب يذله ؟ ، حاله كما قال الشاعر : لا تحسبن المجد تمرا انت آكله …لن تبلغ المجد حتي تلعق الصِبرا والصِبر هنا تعني المر العلقم ، الشعب السوداني إجتاز حد الصُبر ولعق الصِبر ولازال يلعقه ولا نتيجة للمجد الذي ذكره الشاعر ولا نتيجة لعيش رقد ولا أمن مستتب ولا وضع سياسي مريح يكون له فيه رأي يحترم

الشعب السوداني يقول الآن : ضااااع وجدي ولا أثر لزهرة الروض حتي وإن كانت تحمل أشواكا ، البلاد الآن تحتاج وبشدة كما يقول أهل الكرة : إلي مهاجم منفرد من نصف الملعب يجري بقوة ويحافظ علي الكرة حتي يصل خط ستة ويحرز هدف في المرمى وتتبعه أهداف أخري تكون فيها تمريرات جماعية من لي بهذا اللاعب ؟ ومن لي بفريق متجانس يلبسون (فانلات) فيها لون وطعم علم السودان؟ لا( تحشيشا) بل صدقا و إنتماءا ، (إني من منصتي أنظر أمامي…. حيث لا أري الآن….. إلا وطنا يتخطفه الطير في غياب الأسود ) ! .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى