إنهم ذهبوا إلي من عنده الذهبُ !
أنشد الإمام الشافعي رضي الله عنه أبياتا قال فيها :
رأيتُ الناسَ قد ذهبوا إلي من عنده الذهبُ
ومن لا عنده الذهبُ فعنه الناس قد ذهبوا !…..وقال بيتا أخرا بنفس الشاكلة علي الميل نحو أهل المال ، هكذا السياسة تدار في بلادي والساسة فيها جلهم إلا القليل يتبعون هذا المنحي الذي للأسف الشديد أصبح سائدا كما تسود الماء الآن قري المناقل !
الإعلان الدستوري الذي سوف تخرجه قوي الحرية والتغيير جناح التوافق الوطني والذي عقدت له ورشا عدة يمكن أن نصنفه بأنه يشرف عليه ثلاث أهل الذهب وأهل المناصب وأهل المال ويصرف عليه من تلك البنود ليس فيها إشتراكات ، وهم يتخذون ويرقصون علي نغمة( الزنق) السياسي التي إسم أغنيتها 🙁 شكارتا دلاكتا) ! مع طبمبارة وتصفيق الحكامات من عنصر الساسة أصحاب (الحلاقيم العراض ) !
السياسة في السودان للأسف الشديد أصبحت سوق للسماسرة ومحطة جذب لبعضهم ينجذبون إلي من ينادي بمكبر الصوت المسجل والمكرر كما يحدث في مطاعم السوق العربي الذي يردد (يابعيد قرب قريب …وياقريب تعال …خلي السؤال أي حاجة عندنا بكذا )!!! ، كلما تظهر مبادرة في السطح السياسي تري أناسا بعينهم يجرون خلفها تكررت الشخوص من لدن إعتصام القصر الذي وصفه آخرون بأنه إعتصام الموز حتي مبادرة الحرية والتغيير التوافق الوطني التي انجذب إليها سريعا من كان بعضهم جزءا أصيلا ضمن مبادرة نداء اهل السودان ، تقمصوا روح المريدين و الدراويش مع الشيخ الطيب الجد والآن جلسوا مع أهل المناصب والذهب والمال يلمعون بريقا من جمان وينتفخون جيوبا وبطونا
ويمدحونهم كما مدح المتنبي من قبل سيف الدولة وكتب القصائد العصماء من أجل الذهب والمال والمنصب ولم يجده ومات مقتولا !
الان في الساحة السياسية أربع مبادرات مبادرة الحزب الشيوعي واذنابه وهي التغيير الجذري ومبادرة نداء أهل السودان والاعلان الدستوري لقوي الحريةوالتغيير المركزي واخيرا مبادرة أهل المال والذهب والمناصب ، كل جهة تنكفي علي مبادرتها تذكرني عندما كنا تلاميذا صغارا في المدراس عند جلوسنا للامتحان كل واحد منا يحيط بيده اليسري في شكل شبه دائرة علي كراسه خوفا من أن (يَشٍفَّ) اخرا منه ما يكتب !!،
كل المبادرات التي قدمت وظهرت تتفق علي أشياء أساسية من ضمنها حكومة كفاءات ، دستور يسير أمر الدولة ، قضاء عادل ومدة زمنية محددة لفترة الإنتقال القادمة التي مدتها صارت (كاللبانة) ! التي تنفخ بالفم وتصير متكورة وتعجب لكن (فجأة تتطرشق) وتنفخ مرة أخري وتتكرر طريقتها !!، معظم المبادرات شددت علي إبعاد العسكر من العمل السياسي وهذا قرره القائد العام للقوات المسلحة بنفسه وسهل للمدنين الطريق و (جاتهم جاهزة) !
مايحدث الآن في بلادي هي،( جرجرة) المدنيين و إصراراهم علي الإتفاق علي أن يختلفوا ، منهجهم (ركوب الرأس) وكل جهة تخال نفسها أنها (ابو العرام ) !! والآخر ( هندي) !، وكل واحد من هذه الجهات عندما يأتي للآخر يعطيه ظهره وعندما يذهب منه يخرج لسانه مستهزءا منه ويقول له (ياحلات لِق لِق )!
إعلموا وأقولها بالواضح : إن كل يوم يمضي علي هذا الوطن ولا يكون هنالك إتفاق علي شكل الحكم القادم…. ضياع لهذا الوطن وذهاب نحو التدهور الذي بلغ أوجه الآن حيث لا وجيع ، وكل يوم يمر دون إتفاق يعني إتساع دائرة الشقاق والتشظي و الإختلاف، وكل يوم يمر بهذه الشاكلة التي نراها هو إدخال هذا الشعب في الغور في مثلث الفقر والجوع والمرض الذي هو أصلا قد دخل فيه منذ أن وطيء حمدوك رجله (الحارة ) !! علي البساط الأحمر قادما رئيسا لوزراء فترة كانت قحبة
ياهؤلاء لقد سئمنا ومللنا و(كرهتونا حياتنا) !!، (إني من منصتي أنظر ….حيث لا أري الآن إلا الوجع ثم الضياع ) .