أعلن الشيخ الطيب الجد، عن مُبادرة لجمع السُّودانيين تحت مُسمّى مُبادرة أهل السُّودان. وحسب ما ورد في الأخبار أنّ المُبادرة تهدف لحوار سوداني – سوداني وتُرحِّب بالمُساندة الخارجيّة.
وتداول النشطاء أنّ الشيخ داعمٌ لمجموعة سياسية وله مواقف من بعض القِوى السّياسيّة مُسبقاً.
وبرأيي، مشكلة البلاد هي أكبر من الشيوخ والإدارة الأهلية والقوى السّياسيّة التقليدية والتنظيمات الجهوية.
والجد لم يكون معروفاً لبقية أهل السُّودان، ومُعظمنا سمع به بعد المُبادرة التي أطلقها، وتدور عدة أسئلة عن مَن يقف خلف المبادرة ومن أين وجدت الدعم السياسي والإعلامي، وكما ورد في بعض الصحف أنّ هنالك انقساماً في احدى المجموعات التي كانت تدعم النظام البائد.
وللكثير من التقاطعات، يمكن القول إنّها مُبادرة مشبوهة والدليل على ذلك ما أورده القيادي بالمؤتمر الوطني المحلول وأحد أبرز وجوهه الإعلامية الأستاذ إبراهيم بقال سراج، بأنّ المُبادرة إعلامها هو إعلام المؤتمر الوطني وفقاً لهيكلته الحزبية، وحديث بقال يُعتبر حديثاً موثوقاً، لأن الرجل ظل يُدافع عن حزبه المحلول بكل شجاعة خلافاً لإخوانه في الله الذين اختفى معظمهم ولم يظهروا إلا بعد حَل لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة.
وموقف بقال ودفاعه عن حزبه المحظور رغم أنّه خلق له عداءً مع بعض المجموعات، إلا أنه أصبح نجماً ومحل احترام من الذين يُخالفونه الرأي، وحديث الصحفي بقال عن المُبادرة حديث مسؤول لأنّه يعرفهم وجزءٌ من التنظيم، لا أحدٌ منا يستطيع المُزايدة عليه. ومُبادرة أهل السودان للوفاق الوطني لم تطرح كيفية الحل وسعيها لجمع الفرقاء السياسيين والمدنيين والعسكريين وبقية الشتات، والتوجُّس من المُبادرة قد يكون نابعاً عن الوجود المشهود لكوادر الحركة الإسلامية، والشيء الوحيد الإيجابي تحدّثت المُبادرة عن الانتخابات والتحوُّل الديمقراطي، وقامت بتنوير الدبلوماسيين والسياسيين، وكما هو ظاهرٌ وواضحٌ هنالك جهةٌ تقف وراء هذه المُبادرة وتنظيمها وتكوين لجانها.
وعليه، كما قال بقال سوف تفشل وهو يعلم أنّ حزبه طرح عشرات المُبادرات، منها الاجتماعية والقبلية والحزبية والدينية ولم تصل أو تنفذ أي منها، كل النتائج والتوصيات حبيسة الأدراج، وهذه ليست ببعيدة عن ذلك، وَدَرَجَ الكيزان في التخفي والتستر وراء بعض الواجهات والأجسام المصنوعة، ويحلمون بالعودة إلى السُّلطة عبر بوابات مُختلفة، ولكن الشعب السُّوداني يفهمهم بالتجربة ومن لحن القول، وكل فعل سياسي يقفون خلفه يُكتب له الفشل قبل الوصول إلى نهاياته.
وختاماً، نقول اللهم أحفظ السُّودان وشعبه وألِّف بين القلوب وأنت أعلم بما في الصُّدور.
وهل ننتظر مبادرة تأتي من السماء لحل مشاكل السودان؟
السودانيون منقسمون على انفسهم بين يمين ويسار…فإذا جاءت المبادرة من اليمين هاجمها وحاربها اليسار…واذا جات من اليسار هاجمها وحاربها اليمين!! قل لي كيف سنتفق؟؟
لحل مشاكلنا علينا ان نجلس جميعاً بمختلف توجهاتنا في مائدة مستديرة والكل يدلي بدلوه حتى نخرج بحل وسط لمصلحة الوطن والمواطن..
تفاقم الازمة يسحق المواطن البسيط ولكنه لا يؤثر في المتقاتلين على كراسي السلطة وحاملي الجوازات الاجنبية الذين هم بمنأى عن مشاكل المواطن البسيط الذي لا يريد الا لقمة عيش حلال وامن في وطنه وعافية في جسده..
اللهم هيئ لبلادنا حكاماً عدولاً يخافونك في عبادك…وابعد عنا كيد الفجار وشر الاشرار.