تعاني مناطق الهشاشة من الأرياف والقرى والبوادي النائية، إهمالاً واسعاً من قبل السُّلطات الصحية لبُعدها عن الأجهزة الرقابية، وضعف الوعي لدى سكان تلك المناطق، الأمر الذي شكّل خطراً على المواطنين هنالك، حيث انتشرت خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي أمراض الحصبة في مناطق متفرقة، حصدت عدداً من الأطفال، وتدخّلت السلطات الصحية في وقتٍ متأخرٍ، وخلال هذه الأيام ظهر مرض غريب شبيه بمرض الحصبة في منطقة اللادوب إحدى مناطق العودة الطوعية بمحلية ياسين تقع المنطقة غرب رئاسة محلية ياسين يبلغ عدد سكانها حوالي٧ آلاف نسمة وهي احدى مناطق العودة الطوعية، تتوفر بها بعض المرافق الخدمية تعليمية وأمنية، حيث “مدرسة ابتدائية مختلطة ومركز للشرطة”، تصاعدت شكاوى السلطات الرسمية والشعبية من خطورة الموقف، بينما خففت وزارة الصحة من الأمر وصفته بالعادي، وانهى مرض غريب بمنطقة اللادوب بمحلية ياسين التابعة لولاية شرق دارفور حياة “١٨” طفلاً.
وكشف مدير الشؤون الصحية بالمحلية الهادي يعقوب لـ”الصيحة”، عن وفاة وإصابة “٢٦” طفلاً بمرض غريب، وقال إنّ أعراضه شبيهة بأعراض الحصبة، وأضاف توفي جراء ذلك “١٨” طفلاً خلال ثلاثة أشهر، وهناك إصابتان جديدتان وست حالات بسوء التغذية الحاد، وناشد المنظمات الإنسانية الدولية والوطنية بمد يد العون للمُحتاجين، وطالب السلطات بحكومة الولاية بالتدخل العاجل لإنقاذ الأطفال من هذا المرض.
في ذات الشأن، تفيد معلومات أولية بارتفاع عدد الوفيات لـ”٢٠” حالة. وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم من تصريحات ونفي وزارة الصحة للمرض.
وقال المواطن بمحلية “ياسين”، عصام ابراهيم أبوه، ان الأوضاع الصحية بالمحلية غير مطمئنة في رئاسة المحلية والمناطق الطرفية، وخاصة بعد ظهور وباء جديد في منطقة اللادوب استهدف الأطفال في الأعمار الحديثة أدى لوفاة أكثر من “١٧” طفلاً، وقال إن السلطات الصحية لم تتدخل على المستوى المحلي والولائي.
في ذات الأثناء، طالب الجهات المختصة والمنظمات بالتدخل العاجل لإنقاذ الأطفال ووضع التحوطات اللازمة لمجابهة التحديات، وقال إن رئاسة المحلية أيضاً تعاني من تلوث البيئة.
وقال عضو شبكة الحماية موسى اسماعيل آدم، إن منطقة اللادوب تشهد هذه الأيام بعض الأوبئة، وقال إنّ المرض شائع وأشبه بالحصبة، في ذات الوقت قال إنهم كشبكة حماية عليهم التدخل لاحتواء المرض، ونطالب الجهات الرسمية بالتدخل الفوري لاحتواء هذا المرض قبل الانتشار، واتهم الجهات الصحية بتجاهل المناطق النائية، وتابع قائلاً “اللادوب وهجليج”.
في ذات السياق، قال أبو بكر محمدين محمد جمعة، ان مواطن المحلية يعاني من تدني الخدمات الصحية، وقال إن هنالك مشاكل صحية في المناطق الطرفية “اللادوب”، ونطالب الجهات المختصة بإعطاء الأمر أقصى اهتمام. بينما نفت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية ممثلة في إدارة الرعاية الصحية الأساسية، وقالت إن عدد الوفيات ليس بهذا الرقم الكبير، وقال عبد المجيد احمد شمس الدين ان عدد حالات الوفاة بلغت “٦” وليس “١٨” حالة كما أوردتها الوسائط الإعلامية، وقال إن أعمار الأطفال أقل من خمس سنوات، وتابع: أعراض المرض عبارة عن حمى وإسهال وظهور حساسية، وقال انّ الصحة دفعت بفريق عمل ميداني من الإدارات المُختصة للمنطقة ووقفت على الموقف الصحي وأخذت عينات توطئة لإرسالها للمعمل لمعرفة المرض