مقالات

الطاهر ساتي يكتب: مع الحمقى ..!!

:: كما شاهدت حمقاء تصف أفراد قبيلة بالأغبياء، قرأت أيضاً أحمقاً يصف أفراد قبيلة أخرى بالأجانب..وهكذا وسائل التواصل، كما فيها منافع للناس و الحياة، فهي أيضاً كشفت قاع المدن، لتسمع أقوال الحمقى و تقرأ كتابات السفهاء .. وما يُخفف على عقول و قلوب الأسوياء وطأة أقوال وكتابات الحمقى و السفهاء هو أن الزبد دائماً ما يذهب جفاء، ليبقى – مدى الحياة – ما ينفع الناس .. !!

:: المهم .. مع تجاوز تلك الحمقاء، فالأحمق – المنسوب لهذه المهنة – بحاجة إلى بعض الحوار، عسى ولعل يٌعيد تعريف الأشياء، بما فيها معنى الأجنبي .. لاتوجد قبيلة أجنبية في بلادنا، ومن المعيب نشر هذا الخطل، والقبيلة الوارد ذكرها – في مقال الأحمق – جزء أصيل من نسيجنا الاجتماعي، و نموذج يقتدى به في البذل و التدين و كريم الخصال، ويكاد أفرادها أن يكونوا الأكثر ارتياداً لدور العبادة والأكثر عطاءً في مواقع الإنتاج..!!

:: ثم أن هذا الأحمق لم يسمع بتأشيرات التنوُّع التي تُمنحها امريكا للأجانب، ليصبحوا مواطنين بعد خمس سنوات فقط لاغير..خمس سنوات ، وليست مئات السنوات، وهي عمر هذه القبيلة العريقة في بلدها.. وبالمناسبة، كتبت ذات عام بان بلادنا أيضاً بحاجةٍ إلى شَعبها و ( المَزيد).. و أن أزمة السُّكّان من قضايا البلد الاستراتيجية كما السَّلام والاستقرار السِّياسي، ولكنها للأسف لا تجد حَظّاً في النقاش..!!

:: فالتعداد السكاني مُجرّد رقم يتم ذكره عند اللزوم السِّياسي، وليس بغرض الدراسة ثُمّ المُعالجة كما تفعل أمريكا.. والتِّعداد السُّكّاني الراهن لا يختلف كثيراً عمّا كان عليه ما قبل انفصال جنوب السُّودان، وكانت (39.154.490 نسمة).. والأزمة هُنَا في (الأرقام الهَزِيلة) والتي لا تتناسب مع مساحة البلد..!!

:: نعم، حتى ولو بَلَغَ التِّعداد السُّكّاني (40 مليون نسمة)، فإنّ هذا الرقم يُؤكِّد أنّ السُّودان يُعاني من الفقر السُّكّاني وآثاره الاقتصادية والاجتماعية.. ومُنذ عُقُودٍ، يُنَبِّه العُلماء والخُبراء بأنّ السُّودان بمساحته الشّاسعة – أو المُترامية الأطراف – بحَاجةٍ مَاسّةٍ إلى أن يَرتفع مُعدّل النُّمُو السُّكّاني فيه (أضعافاً)، حتى يتيسّر لهم إدارة موارده واستغلالها بشكلٍ أفضل..!!

:: حجم السُّكّان وعلاقته بالنُّمُو الاقتصادي من القضايا التي لاتشغل بال (عبدة الكراسي ).. وفي عهد حكومة نميري، هَمَسَت بعض المنابر بدراسة أشَارَت أنّ بلادنا بحاجةٍ إلى (200 مليون نسمة)، لتكون قَادرةً على إدارة واستغلال مواردها الاقتصادية، ما فوق الأرض وتحتها.. ثُمّ اختفت الدراسة ولم يعد شيئاً مذكوراً ولو من باب التنبيه إلى مَخَاطر (الفقر السُّكّاني).. !!

:: فالنُّمُو السُّكّاني، في وضعٍ سياسي مُستقرٍ، من أهم عوامل التنمية وارتفاع مُعدّل الدخل القومي.. زيادة السُّكّان – في المناخ السِّياسي المُستقر – تعني زيادة المعرفة والعلوم والإنتاج.. والسَّلام والاستقرار والإنتاج من أهم الوسائل التي تُحَقِّق (النُّمُو السُّكّاني).. ومن بعد ذلك، تأتي وسيلة الهجرة التي تُنظِّمها أمريكا بين الحِينِ والآخر.. !!

:: فاللوتري واللجوء وغيرها من المنافذ، لا يفتحها العالم الأول حُبّاً لِعُيُون العالم الثالث.. بل يفعل ذلك وفقاً لدراسات وبُحُوثٍ تَوَصّلت إلى نتيجةٍ مفادها: ضعف النُّمُو السُّكّاني يُؤثِّر سَلباً على مُجمل مناحي الحياة..هُم يُخَطِّطُون هناك ويجمعون البشر – بمعايير العِرق والثقافة – لنهضة أوطانهم، بيد أن الحمقى هنا يخططون للحرب والفقر و التهجير، و ينشرون الكراهية ..!!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى