مقالات

ياسر الفادني يكتب.. من يرفع سروال الوطن ؟!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

من يرفع سروال الوطن ؟!

لا يختلف إثنان أن السودان يعيش في وضعية (أم فكو) ! ، آسف جدا لهذه المفردة لكن هي أدق وصف يمكن أن أصفه لحال البلاد ، هذه الحالة المزرية جدا التي نحن فيها بسبب السياسين الذي يظهرون كل مرة كل أحد منهم عندما يتفوه يعتبر نفسه أنه ( أبو العرام) وسيد العارفين و أن أفضل منه لم تلد حواء السودانية !! ، يقولون مالا يفعلون وينتقدون من أجل النقد ليس إلا ويسلكون منهج الديالكتيك كلاما وحوارا وسفسطة !

أكثر من ٨٦ مبادرة قدمت للتوافق آخرها ماقدمه عقار و من قبله الشيخ الطيب الجد، كل هذه المبادرات تدعو للتوافق وتداري عورة هذا الوطن التي أصبحت ظاهرة للعيان ، المبادرات بحوزة المجلس السيادي الذي خرج منه المدنيون و صار الآن مجلسا عسكريا ممزوجا بقيادات من الحركات المسلحة التي أتت بموجب إتفاق جوبا بعد خطاب البرهان وانسحاب العسكر من الآلية الثلاثية ، السؤال الذي يطرح نفسه أين مصير هذه المبادرات؟ هل ينظر لها مرة أخري؟ أم ترجع لأصحابها الذي أتوا بها ؟

حمي الظهور اللافت لبعض المرشحين الذين ظهروا في مضمار المشهد السياسي ، منهم من رشح نفسه ومنهم من رشحه آخرون، إن كان هذا اوذلك ليس بمهم المهم أن هؤلاء المرشحون وصلت سيرهم الذاتية من قبل عدة أشهر إلي منضدة المجلس السيادي وبعض التفحيص والتمحيص مؤكد أنه تم إستبعاد شخصيات منهم وثبات آخرين وحتي الذين ثبتوا سوف يخضعون للمفاضلة ، هذا شان اللجنة التي تمسك وتدير هذا الملف ، تأخر أمر المفاضلة كثيرا ولا ندري ماهو السبب؟ علما بأن إختيار رئيس مجلس وزراء تكنوقراط وحكومة كفاءات قالها البرهان في خطابه في الخامس والعشرين من أكتوبر في العام المنصرم

يحكي أن رجلا في خلاء يريد أن يتبول فخلع سرواله بعيدا وجلس ، فجأة وبدون مقدمات هجم عليه( مرفعين) فنهض الرجل وسرواله أرضا ليدافع عن نفسه ممسكا بقرون المرفعين مصارعا له ، وظل هكذا الصراع بين الرجل والمرفعين إلي أن اتي رجل آخر وراي المشهد ، الرجل الآخر لم يرثي لحالة صاحبنا وهو يصارع المرفعين فقال للرجل المنكوب ، ألا تخجل ياأخي ؟ إرفع سروالك و أستر نفسك فرد عليه الرجل : تعال أمسك قرون المرفعين (دا عشان ارفع سروالي فمسك الرجل قرون المرفعين) ورفع صاحبنا سرواله وجري تاركا الرجل الآخر يصارع في المرفعين

ما نستخلصه من هذه القصة أن الرجل إشمئز من عورة الرجل ولم ينظر الي أنه في ضيق ، لأن وقوع السروال مسألة مخجلة ، الوطن سرواله قد وقع منذ ثلاث سنوات ولا زال واقعا من يرفعه ؟ هل العسكر؟ أم المدنيين ؟أم الغرباء ، طبعا الغرباء وقوع السروال بالنسبة لهم ليس أمرا قبيحا فلذلك لايهم إن وقع سروال هذا الوطن أم لا !

فليتحسس كل واحد منا سرواله ويهب أنه وقع !! ماذا يفعل ؟ سوف يرفعه سريعا وينظر يمينا وشمالا خوفا من أن يكون قد راه أحد ، فليكن فينا نفس هذا الإحساس، يجب أن نداري عورة هذا الوطن سريعا بلا شك هذا واجب مغلظ علينا ولا نجعل غرابا غريبا نأتي به ليداريها ولا يفعل ويكشفها أكثر مما هي مكشوفة وتكون بلادنا مضحكة و قبلة للمستهزئين .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى