قال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د.جبريل إبراهيم: نحن أمام تحدٍ حقيقي في تحقيق الأمن الغذائي الذي لا يعني الحديث عن “القمح والدخن والذرة”، بل أنه مشروع متكامل أساسه منتجات الحيوان والغلال، مؤكداً أن السودان دولة مؤهلة لإنتاج الغذاء تكتفي ذاتياً وتكفي حاجة دول الجوار، وتأسف لاستيراد السودان ألبان وزيوت وقمح، في وقت يمتلك مساحات لا حصر لها وهذه مشكلة حقيقية.
وأشار خلال مخاطبته تدشين المسح الوبائي لأمراض الحيوان الخاص بدعم سبل العيش للرعاة وصغار المنتجين وأصحاب الحيازات الصغيرة، إلى أن اجتماعات مجلس الوحدة العربي ونواكشوط وشرم الشيخ التي عقدت مؤخراً كان الحديث كله عن الأمن الغذائي خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، بعد أن أصبح إمداد الغذاء مشكلة حقيقية وبدأ الناس يتلفتون وهنالك قلق من الدول العربية، ووصف ذلك بـ”المحنة” ويمكن السودان يحوِّله إلى “منحة وفرصة” لجهة أن السودان له القدرة أن يمد العالم من حوله بالغذاء، وتابع: “التحدي ليس مقاومة الأوبئة إنما الحيوان اللاحم أن ينتج لحماً والمنتج للبن ينتج لبناً والمحافظة على السلالات بتطويرها.
من جهته عوَّل وزير الثروة الحيوانية حافظ إبراهيم عبد النبي، على المشروع في تطوير قطاع الثروة الحيوانية من خلال مكافحة الأمراض الوبائية والحفاظ على صحة وسلامة القطيع القومي ما ينعكس إيجاباً على ترقية وتطوير الصادرات الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي محلياً ودوليًا.
مؤكداً على جهود وزارته في التنسيق والتعاون مع الأجهزة المختصة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بهدف الحفاظ على سلام وصحة القطيع القومي والقضاء على الأمراض العابرة للحدود وفق المعايير الدولية.
وجدَّد دعم الدولة اللامحدود لقطاع الثروة الحيوانية بتوفير الدعم المالي والسياسي لإنفاذ الخطط والبرامج القومية والمشروعات ذات التمويل الأجنبي وتشجيع الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية ما يخدم الأمن الغذائي القومي والإقليمي والعالمي.
وأثنى على جهود الاتحاد الأوربي في دعم برامج صحة الحيوان لأكثر من 25 عاماً، توجت بتنفيذ المسح الوبائي الأول في الفترة من 2007 – 2012 بتمويل قدره (3،55) مليون يورو، ساهم في استكمال مسيرة استئصال مرض الطاعون البقري في العام 2008م، إضافة إلى موافقته على تنفيذ مشروع المسح الوبائي الثاني في 2018م، بولايات شرق السودان بتمويل قدره (3،5) مليون يورو، وقال: يمثل مشروع المسح الوبائي الثالث نتيجة لنجاحات المشروعات الأنف ذكرها.
وأشاد بجهود منظمة الإيفاد في تحسين وترقية الصادرات السودانية عبر مشروع تسويق الثروة الحيوانية والقدرة على الصمود.
وأوضح أن المشروع يضم (23) عربة، خصصت لعدد ثمانية ولايات وهي: (سنار، النيل الأزرق، شمال كردفان، جنوب كردفان، غرب كردفان، كسلا والقضارف) بقيادة كفاءات بيطرية.
وتطلع الوزير إلى مزيد من الدعم للارتقاء بالخدمات البيطرية والإسهام في الحد من انتشار الأمراض محلياً وإقليمياً نظراً إلى موقع السودان وإحاطته بسبع دول أفريقية وعربية.
وفي السياق نفسه امتدح وكيل الثروة الحيوانية د. الأمير جعفر سعيد، المشروع في قدرته على الصمود قائلاً: صمد المشروع في الجزء الأخير منه على التبديلات السياسية والتبديلات المالية والتغيُّرات المناخية والصحية، ووصل إلى بر الأمان مستصحباً معه برنامج دعم الرحل ولم يلِ جهداً في تكملة مشروعات المسح الوبائي.
وأوضح أن المشروع داعم للوزارة في ثلاث إدارات أساسية هي: الأوبئة والأمراض ساعدها في الاستراتيجيات ومكافحة الأمراض المؤثرة على الصادر، ودعم إدارة المحاجر والاشترطات الصحية للصادر إذا في اللحوم أو الحي، أيضاً دعم إدارة البحوث البيطرية في تنفيذ المسوحات، وأكد انعكاس تنفيذ المشروع إيجابياً على القطاع باستقرار الوضع الصحي بالبلاد وفي الإنتاج والإنتاجية وفي النواحي المختلفة وكذلك الصادرات وتسهيل الاشتراطات من الدول المستوردة، لافتاً إلى فترة تنفيذ المسح التي سبقته زيارة الوفد السعودي وكان أثره إيجابياً في استقبال المملكة لـ (48) باخرة، بحمولة مليون و(102) ألف رأس، إضافة إلى فتح الصادر إلى الأردن ثم إلى السوق الفلسطيني والعراقي والكويتي، وأردف المشروع مكننا من الربط على مستوى العملة الصعبة أو الدخل المحلي.
وناشد المالية بدعم الوزارة ومكافئة العاملين.
وأثنى على دعم الإيفاد والاتحاد الأوربي، كاشفاً في هذا الصدد عن تخصيص الاتحاد الأوربي لـ(13) مليار يورو، لدعم ولايات دارفور، معرباً عن وضع وزارته لدراسة لتعميم هذا الدعم لكل السودان.