حذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من (70%) من سكان جنوب السودان سيكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، في ذروة موسم الجفاف هذا العام، حيث تعاني البلاد من مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع والصدمات المناخية والجائحة وارتفاع التكاليف.
وفي وقت يتركز فيه الاهتمام العالمي على أوكرانيا، فإن حالة طوارئ الجوع الخفية تجتاح جنوب السودان، حيث سيواجه حوالي 8.3 ملايين شخص في البلاد – بما في ذلك اللاجئون – جوعا شديدا في الأشهر المقبلة، مع بلوغ موسم جفاف هذا العام ذروته، حيث تحدث ندرة في الغذاء وتنفد المؤن.
ويعد عشرات الآلاف من سكان جنوب السودان- ممن يعانون بالفعل من الجوع الشديد- أكثر عرضة للخطر، بشكل خاص، في أعقاب الصدمات المتتالية والمستمرة، ويمكن أن يفتك بهم الجوع بدون مساعدة غذائية.
حلقة النار
ويشكل جنوب السودان جزءا من “حلقة النار” التي تحيط بالعالم حيث تدفع الصدمات المناخية والصراعات وكـوفيد-19 وارتفاع التكاليف الملايين إلى الاقتراب من المجاعة، وقد أسفر تأثير أزمة المناخ والصراع المستمر عن نزوح واسع النطاق، وخسائر في سبل العيش، وتدمير الأراضي الصالحة للزراعة والمحاصيل، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية – مما يهدد حياة المجتمعات التي تعيش في بعض المناطق الأكثر عزلة في ولايات جونقلي والبحيرات والوحدة وواراب.
وأعربت أديينكا باديجو، نائبة المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان عن القلق إزاء مدى وعمق هذه الأزمة: “استنفد الناس، في جميع أنحاء البلاد، جميع الخيارات المتاحة لهم في سبيل تغطية نفقاتهم، والآن لم يتبق لهم أي شيء”.
احتياجات عاجلة
أضافت باديجو “نظرا لحجم هذه الأزمة، تسمح لنا مواردنا فقط بالوصول إلى بعض من هم في أمس الحاجة إلى الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة، وهو ما لا يكفي تقريبا للسماح للمجتمعات بالوقوف على أقدامها. يعمل برنامج الأغذية العالمي، بلا كلل، ليس فقط لتلبية هذه الاحتياجات العاجلة، ولكن أيضا لدعم المجتمعات لاستعادة قدرتها على الصمود والاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الصدمات الجديدة”.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنه قدم مساعدات غذائية وتغذوية إلى 5.9 ملايين شخص، خلال العام الماضي، بما في ذلك أكثر من 730 ألف شخص في جنوب السودان استفادوا من أنشطة سبل العيش.
عجز التمويل
ويواجه برنامج الأغذية العالمي، عجزا كبيرا في التمويل قدره 526 مليون دولار للأشهر الستة المقبلة، لتغطية استجابته للأزمات وبناء القدرة على الصمود وبرامج التنمية طويلة الأجل في البلاد.
وقالت المسؤولة الاممية:”الاستثمار في بناء القدرة على الصمود خطوة مهمة لمساعدة المجتمعات على إيجاد طريقها للخروج من الفقر والجوع. بينما نقف إلى جانبهم لمواجهة تحدياتهم الأكثر إلحاحا، يتعين علينا أيضا العمل بشكل وثيق مع الحكومة وشركاء التنمية الآخرين، بغرض البحث عن حلول طويلة الأجل لبعض المشاكل المزمنة التي يواجهها جنوب السودان – معالجة عدم المساواة الراسخة والعزلة واستعادة الظروف اللازمة لتحقيق السلام والاستقرار”.