(١)
وما يجري وسوف يجرى في الشرق…وما يجري وسوف يجري في الخرطوم…وما يجري وسوف يجري في المحاكمات.. أحداث كلها ليست أكثر من جملة واحدة .
(٢)
ففي الخرطوم في جلسة المحكمة الأخيرة لمحاكمة الإنقاذيين المشهد كان هو..
المحامي أبوبكر الجعلي وعن يمينه سبدرات وعن يساره عبد الرحمن إبراهيم كان يتابع حوار القاضي وشاهد الإتهام.
والثلاثى ( ثلاثي المحامين) كان يجلس من خلفه قطيع الدببة الشرس….بقية المحامين….وكلهم يستمع إلى حوار المحكمة مع شاهد الإتهام…
ورائد الشرطة…خبير الألكترونيات الذي يقدمه الإتهام شاهداً يقول للمحكمة
:- طلبوا منا/ يعني الإتهام/
قبل ثلاث سنوات تقريباً فحص موبايلات المتهمين…
قال:- وما حددوا لينا نفتش عن شنو…
وعند الجملة هذه من ينظر إلى وجه المحامي الجعلي يعرف أن الرجل قد إصطاد الحمامة التي كان ينتظرها
والقاضي يقول للشاهد
:- تلات سنين …ولم يستعجلوكم للقيام بالفحص وتسليمهم النتيجة؟؟
قال الشاهد:- لا يا مولانا…
والجعلي صياد الحمام يحدث المحكمة بهدوء ليقول
:- ثلاث سنوات يا مولانا ودون أن يستعجلوهم شىء يعني أن المقصود هو …جرجرة…القضية وليس النتيجة
قال:-
ونحن نطلب شطب تقديم الفحص هذا مع الملفات
والمحكمة تشطب طلب الفحص.
………
ومن يتابع الأمر تستعيد ذاكرته أن الشطب هذا يسبقه شطب تقديم حلقة الترابي مع أحمد منصور دليلاً
ويستعيد أن شاهد الإتهام في المحاكمة ذاتها يقول للمحكمة قبل أسبوع أنه ينفي كل أقواله السابقة…ويقول
:-قالوا لي أقول وأقول…
(٣)
لكن من ينظر إلى الأحداث مقروءة مع الأحداث يجد أعماقاً مخيفة تحتها.
يجد أن تمديد المحاكمات كان عملاً مقصوداً لأن جهات وجهات كلها كان يجعل التمديد هذا مزرعة يزرع فيها ما يريد.
وآخر من يستخدم التمديد هذا الآن هو شىء يجري الآن في الشرق.
ففي الشرق في الأسابيع الأخيرة تتسلل شحنات إلى هناك…
وأخبار الشحنات هذه إن كانت حقيقة فهي حرب…وإن كانت إشاعات تطلقها مخابرات معينة فهي حرب.
فالعقيد مسلم ضابط المخابرات من دولة غير مجاورة يدخل الشرق.
ويقود محمد قائد التمرد القديم إلى زيارة دولته
ويعيده.
وشحنة من المال وشحنة من السلاح تتبعه
ثم شحنة أخرى من هذا وهذا.
والأسلوب الذي يجري به المشهد أسلوب يحدث العيون بفصاحة.
فإرسال ضابط معروف هناك..شىء له معنى
وتسريب ما تحمله الشحنات/ على غير العادة في الإعداد للعمل العسكري/ شىء له معنى.
لكن المعنى الأكبر لقيام تمرد هناك هو شىء يصبح هو الفاعل المرفوع في جملة ما يجري في السودان الآن..
وهو/ الخراب هذا/ هو شىء يعتمد على ما يقدمه البرهان للخراب هذا من دعم.
……..(٤)
فلا شىء أكثر إغراءً بالهجوم من الشعور بضعف العدو..
والبرهان يقدم سلسلة كلها يعلن به أنه ضعيف.
فالبرهان وقبل شهر يطلب من الحركات المسلحة الخروج من المدن.
ولم يخرج أحد…وسكت.
والأسبوع الأسبق زيادات مخيفة لأسعار الكهرباء…ثم تراجع والتراجع يعني عدم القدرة…..الضعف.
ومنذ أسبوع زيادات العمل الصحي…ثم تراجع…والتراجع يعني العجز والضعف.
و…و…
والضعف هذا يقود عملية التمرد في الشرق إلى الإنطلاق.
والإنطلاق عندها ما يقود إليه هو أنه.
إن لم يتحرك أحد….إنفصل الشرق…
وإنفصال الشرق يعنى ذهاب الميناء…
وذهاب الميناء يعني استعمار السودان كله.
والحديث الشرقي له معنى.
…ومعان
ومن المعاني / التي تعيد الدائرة إلى الخرطوم/ أن البرهان سوف يستقبل من يطلب منه كذا وكذا وكذا.
إبتداءً من ضرب الإسلاميين.
ثم إطلاق سعر كل شىء.
ثم إلغاء قراراته ما بين الخامس والعشرين من أكتوبر…واليوم.
مما يعني ليس عودة الجيش إلى الثكنات بل خروج الجيش من كل شىء.
ليكون ما يبقى هو.
الحركات…والشيوعي…والتمرد الجديد..و..
كل هذا لأن البرهان لا يصدق أن اللغم يتكتك.