و المشاهد منها مشهد البرهان في التلفزيون … بالجلباب و الشال
و المشاهد منها مشهد دخول المعتقلين إلى قاعة المحكمة أمس …
و المشاهد منها جملة حميدتي و حميدتي يمرقها بب و هو يقول
: – نحن دي الوكت دولة شحَّادة …
و من المشاهد أن المشاهد كلها ما تقوله هو أن الجميع يبحث الآن عن (مخارجة)
………
و البرهان يقول
: – إن إتفقت الأطراف على شيء سلَّمناهم السلطة ..
و الجملة هذه من الحوار تقود ذهنك إلى حكاية الرجل الذي كان يمشي في زقاق مظلم لما سمع صوتاً يقول له
:- يا سيدي المحسن الكريم …. هل تتفضَّل بصدقة على فقير مسكين لا يملك إلا المسدس الصغير هذا ..؟
و لعلك يقفز إلى ذهنك أن من يملك المسدس هو البرهان… و المسلَّمات هذه هي الآن خطأ ..
فالجهات الآن كلها تشعر بما يوجزه حميدتي بجملته تلك و الجميع يشعر الآن بضرورة المخارجة
……..
و من المشاهد و تفسيرها مشهد المعتقلين و هم يدخلون إلى المحكمة أمس
و في الساعة ذاتها كانت المحطات/ و كانها تجمع حديث البرهان عن الإجماع على شيء و ضرورة الحوار لأنه المخرج الذي لا مخرج غيره/ المحطات كانت تنقل حديث البرهان عن أن
: الوثيقة الدستورية ما يُعطِّلها …. و بالتالي يُعطِّل السودان الشحَّاذ .. هو أن الوثيقة تستبعد جهات سياسية مهمة جداً تستبعدها من المشاركة …
و هامش المشاهد كان هو مشهد الإسلاميين عند مدخل المحكمة
و الحشد هائل … و موجوع و .. و
لكن الحشد كان شديد الإنضباط
…….
و الحشد و الإنضباط يطلق في ذاكرتنا مشهد المسلمين في لندن في الستينات
و المسلمون هناك .. بعد أن أصبح عددهم أضخم من سعة المسجد يطلبون إقامة الصلاة صلاة العيد الهايد بارك
و الشرطة تعلن الطوارئ
و تحشد الشرطة
و قاموا للصلاة …. آلاف .. و إصطَّفوا … و أهل الشرطة الذين إعتادوا على الصفوف ينظرون إلى الصف التلقائي و دون توجيه الصف يمتد دقيقاً .
قالوا لبعضهم
ديل ما محتاجين تنظيم …
و ذهبوا …
لكن الإسلام المنظم هذا كان له مكتبتنا أمس مشهداً مختلفاً
فالكتب الشيوعية حولنا .. مئات … كانت ترسم ما فعله الشيوعيون … و أرادوا فعله بالناس
………
و نقصد يوماً المرحوم أحمد سليمان
و في الحديث نسأله
: – لماذا لا يكتب مذكَّراته
( و نشير إلى أن ما كتبه هناك قليل و خفيف )
قال
: – لا نكتب مذكَّراتنا لأننا إن كتبناها فإن کثيرين سوف يمرقوا من البلد …
و نكتفي بأن عتاولة العقول كلهم ترك الشيوعي
و إتَّجه إلى إسلام عميق
والحديث عما فعله الشيوعي بالبلد يؤكده من يُحدِّثنا أمس عن أن الإنقلابات أكثرها كان يُصنع في بيت واحد … أصحابه/ غير المسلمين/ هم من يدير أموالاً هائلة و الرجل يصف البيت … و أن الأسرة تقيم الآن في سوسيراً
……..
و هاتف ينقل الينا تخلِّي أحد عتاة الملحدين عما كان فيه
في اليوم ذاته كان الحوار مع الإلحاد يقودنا إلى حديث مدهش
قال بعضهم
: – تعلم لماذا تحدَّث القرآن عن أن كل الأشياء الحية تسقی بماء واحد ؟
قال : – و هل تعلم لماذا جعل الله الماء بلا لون و لا طعم و لا رائحة ؟
قال : لأنه لو جعل الله للماء لوناً لأصبح لكل الأحياء لون واحد … و لو جعل للماء رائحة لكان مثلها و لو جعل للماء طعماً لكان مثلها
……..
و حين نعود إلى قراءة الحوار الأن … حوار المشاهد الذي نشير إليه نجد أن حوار الجهات هذه كلها هو حوار بين الجهات و الأحداث هذه
و أن الحوار هذا ليس أكثر من جملة واحدة تقول شيئاً واحداً
و تقول إن شهر يوليو ٢٠٢٣ يقترب