وزير المالية جبريل ابراهيم أصبح الآن شخصا غير مرغوب فيه لانه أثبت فشله التام في ادارة وزارة المالية وتنمية الاقتصاد الوطني، وفي عهده حطم السودان الرقم القياسي في معدلات التضخم وهذا ليس حديثنا وانما تقرير عالمي نشرته وكالات الانباء التي اوردت ان السودان حقق أعلى متوسط لمعدلات التضخم بين الدول العربية خلال 2021، حيث وصلت نسبة ارتفاع الأسعار إلى 194.6% وهو أعلى متوسط للتضخم سجل في البلاد منذ بدء تجميع البيانات، مقابل 163.3% خلال 2020، بحسب أحدث توقعات لصندوق النقد الدولي.
لم يترك جبريل بابا إلا وطرقه لتمويل خطط وزارة المالية لجأ للدول التي سميت جزافا باصدقاء السودان وبعض الدول العربية لإعفاء الديون ولكن تلقى وعودا فقط كان من المفترض له ان يستيقن تماما بانه شخصية غير مؤثرة وغير جاذبة وانتهى به المطاف لتطبيق آخر خططه التي تهدف الى إسقاط النظام القائم من خلال رفع أسعار السلع والخدمات دون اي دراسة للآثار الجانبية التي قد تفرزها هذه الزيادات المرفوضة، قام الرجل بزيادة اسعار الكهرباء دون ان يكترث للأصوات الرافضة لتلك الزيادات وقام ايضا بزيادة غير معلنة اكتشفها المواطنون بالصدفة لأسعار الوقود فارتفعت تبعا لذلك أسعار المواصلات وقام بزيادة اسعار غاز الطهي وارتفعت تبعا لذلك اسعار جميع السلع والمنتجات الغذائية، وزادت تبعا لذلك الأعباء على كاهل المواطن وزاد الفقر والجوع وازدادت فرص التفلت الامني والكثير من الاحتمالات .
ان تلك الزيادات التي أطلقها جبريل متعمدا مؤخرا كان يعلم سلفا ان نتائجها ستكون احتجاجات وتظاهرات ورفضا لتلك الزيادات، وسترون ان الأيام القادمة ستشهد زيادة كبيرة في اعداد المتظاهرين الرافضين ليس لحكم العسكر فحسب بل حتى جبريل وكل المدنيين الذين يشغلون المناصب في الحكومة الانتقالية .
اعتقد ان فشل جبريل بات واضحا وبدلا من ان يتخذ سياسات بديلة تسهم في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطن نجده يزيد من تلك الأعباء باضافة زيادات كبيرة حتما ستقطع الطريق امام التنمية، فيا ترى هل مايفعله جبريل عمدا يقصد منه إحالة الخرطوم الى دارفور اخرى وإفقاره والتسبب في انتشار التفلتات الأمنية بالعاصمة، ام انه يفعل ما يفعل للضغط على انسان العاصمة واقتطاع رزقه بغية إحالته الى الجهات المعنية بتنمية دارفور ام ماذا يحدث ؟! أفتونا بالله فما يقوم به جبريل ليس في مصلحة الشعب ولا في مصلحة الحكومة بل هو محاولة بائسة لخلق البلبلة .
كان بإمكان جبريل ان يعمل على وقف مخصصات المسئولين ومنع اهدار الأموال والاستفادة القصوى من الجهات الايرادية التابعة به لكن الرجل قصد خلق ساحة معركة حقيقية في الخرطوم يقودها الفقر والجوع وانعدام الأمن .
على الجميع ان يطالبوا برحيل جبريل وإخراجه من المشهد وإعادة الأمور الى نصابها بدلا من حالة الصمت واعتقد انه من الأفضل للفاشل ان يغادر من تلقاء نفسه لا ان ينتظر من الشعب ان يطالبه بالرحيل، ولكنه لن يفعل لأن من عاش سنوات الضياع والحرب والتشرد واعتاد على دوي الرصاص لن يرضى ان يفارق كرسي السلطة بعد ان وصل اليه بشق الأنفس وبإزهاق آلاف الأرواح ..