مقالات

ابراهيم عربي يكتب : (الشيخ التيجاني سراج) … رحل العابد الزاهد ..! 

إنتقل إلي رحمة مولاه أمس الثلاثاء الثامن من فبراير 2022 عقب صراع طويل مع المرض ، الشيخ التجاني سراج الحاج أحمد ، العابد الزاهد المجاهد الذي عاش فقيرا في الدنيا لا يمتلك فيها مالا ولا دارا إلا شبرا كتبه الله له الخالق بمقابر الصحافة بالخرطوم حيث ووري جثمانه الطاهر الثري وسط جمع غفير من أهله وإخوانه واحبابه وأصدقائه ووزملائه ومعارفه .. نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولن نقول فيه إلا مايرضي الله ورسوله إنا لله وانا إليه راجعون … 
ذهب الشيخ التجاني سراج فقيرا إلي ربه زاهدا في دنياه مجاهدا وداعيا فذا عرفته المنابر الدعوية وكان يشد الرحال إليه للتزود بخطبه بمسجد أرباب العقائد بالخرطوم ، فقد كان الشيخ التجاني سراج داعيا عذب الحديث حلو اللسان معتدلا ومتفوها وحكيما غير مباليا ببهرجة الدنيا وعرضها الزائل .. يبتعي الآخرة ونسال الله له قصرا في الجنة .. ألا رحم الله الشيخ التجاني سراج وطهره كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وغسله بالماء والثلج والبرد ووسع له في قبره مد بصره وجعل القرآن الذي أحبه وعمل له أنيسه وجليسه وجعل مثواه في الفردوس الأعلى في  أعلى الجنان .. آمييين آمييين …
عرف عن الشيخ التجاني سراج منذ مولده في العام 1941 في أم كدادة حاضرة شرق دارفور بولعه للقرآن وحبه للخلوة والتزود بعلوم القرآن والفقه والحديث درس المراحل الأولى في أم كدادة ثم إلتحق بمعهد إعداد المعلمين بالدلنج بجنوب كردفان في خواتيم الخمسينيات وعاد ليعمل معلما بأم كدادة التي أحبها ومن ثم عمل بأنحاء متعددة من دارفور، كان الشيخ التجاني سراج من البدريين فقد إنضم للحركة الإسلامية باكرا وازداد تمسكه أثناء دراسته بالمعهد بالدلنج وعاد ليصبح أحد أركان العمل الدعوي الإسلامي في دارفور ، وقد كان نعم الأب والمعلم وسط تلاميذه بمدرسة الفاشر الثانوية فقد نهلوا من معين علمه الفياض وخلقه وأدبه ونزاهته وحبه للجميع ، وكان الشيخ التجاني سراج من دعاة تعليم الإناث كما الذكور في قت كان التعليم لا يشكل فيه أولوية لدى الكثيرين لا سيما وسط أهل دارفور وفي ظل إهمال المركز .
دخل الشيخ التجاني سراج جامعة الخرطوم مبتعثا من الوزارة فدرس الفلسفة والتاريخ واللغة الأنجليزيه وأثناء دراسته أصبح أحد القيادات البارزة في جامعة الخرطوم وله مجاهداته الدعوية والمجتمعية  والسياسية ، وعندما أبتعث الشيخ التجاني سراج إلي اليمن فكانت داره ملاذا آمنا للجميع من طلابه وأهل اليمن وعمار المعمورة وأهل السودان خاصة وكانت زوجته الشيخة مريم أبوبكر التي سبقته الي الدار الآخرة بسنوات ، كانت نعم ربة الدار وخير معين فانجبا الدبلوماسي محمد الغزالي والأستاذة لطيفة والأستاذة آفاق والأستاذ أبوبكر والدكتور عبير .   
عرفت منابر الدعوة المختلفة بداخل الوطن وخارجه الشيخ التجاني سراج خطيبا مفوها قويا مقنعا بحججه وله نهجه وأسلوبه وطريقته في نشر الدعوة وبسط المشروع الإسلامي وسط الجميع سويا مع إخوانه ، وكان الشيخ التجاني سراج بحق قويا لم ترهبه المعتقلات والسجون حيث كان ناشرا للدعوة والقرآن وعلومه أينما كان وكيفما حل في (شالا) بشمال دارفور الذي قبع فيه الشيخ ردحاً من الزمن وسجن كوبر وسجن دبك بالخرطوم .
تقلب الشيخ التجاني سراج في مسارح العمل الدعوي والتنظيمي داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني والعمل التشريعي وكان قياديا بارزا فيها فكان عضوا بالمجلس الوطني ونائبا للأمين العام للمؤتمر الوطني ولم ينقطع عن العمل بالدعوة وكان من الذين يؤمنون بأن الدعوة هي الأساس في مشاغل الحياة ، فكان الشيخ التيجاني رمزاً من رموز الدعوة، وعنواناً للاستقامة والزهد والصدق والكبرياء، وكان رجل حكمة يشد الرحال لأجل التسامح والتصالح أينما كانت الحاجة لذلك .
رحم الله الشيخ التجاني سراج واسكنه فسيج جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أوليك رفيقا وتعازينا لشقيقه المهندس صديق سراج بالأبيض وإبنيه وبناته وأسرة إبراهيم عبيد والحاج أحمد ومهدي سبيل وأبوكدوك أبوشوك وأصهارهم ومعارفهم وجميع الأهل في أم كدادة وبروش والفاشر وشركيلا والأبيض وحلفا الجديدة والجزيرة أبا والخرطوم وأمدرمان وبورتسودان والقضارف وداخل السودان وخارجه ..
إنا لله وإنا اليه راجعون ..
الرادار .. الاربعاء التاسع من فبراير 2022 .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى