الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والرئيس غير المعلن للوزراء يقف مكتوف الأيدي أمام الواقع الاقتصادي العجيب الذي تعيشه البلاد ..
الإيرادات ..(تعبانة) .. زيادة المرتبات ستتم من غير موارد وهوما يعني عملياً مد اليد إلي الخيار السهل والخطير .. الاستدانة من النظام المصرفي !!
دكتور جبريل يقف محتاراً أمام ثلاثية ماكرة ( دولار غير مسيطر عليه ، عجز مهول في الموازنة وطباعة منتظرة للنقود) ..
هذا الخيار سيقودنا جميعاً إلي زيادة جنونية في الأسعار بأكثر مما عليه الآن ..
يحدث هذا مع غياب سياسة وخطة واضحة لزيادة الإنتاج .. فشل الموسم الصيفي .. وفشل ذريع للموسم الشتوي ..
نحن أمام حقيقة مرّة .. تراجع مريع لواردات البلاد وزيادة غير منضبطة للواردات .. نحن نسير بسرعة نحو زيادة في العجز لم تشهدها بلادنا منذ عقود ..
هرب رأس المال الوطني .. وأحجم المستثمرون الأجانب عن وضع أرجلهم في مطار الخرطوم لما رأوا لجنة تمكين مناع وود الفكي ووجدي صالح (تقلع) أموال المستثمرين بغير وجه حق وترمي بهم في السجون والمعتقلات !!
ليس من باب التشاؤم .. وإنما من باب التذكير .. مستقبل بلادنا غاية في التعقيد .. والخطر القادم سيأتي من بوابة احتجاج شعبي سيجد صعوبة في مقابلة متطلبات الحياة اليومية ..
الخطر القادم علي السودان ليس من تظاهرات الشوارع التي انتهت إلي لاشيئ .. الخطر القادم من عجز حقيقي في مواجهة أزمات السودان التي ثبت قولاً وفعلاً أنها أزمة عقول وكوادر قبل أن تكون أزمة غاز .. أو وقود !!
عبد الماجد عبد الحميد