مقالات

احمد الغزالى يكتب.. دارفور .. رفقا بمن تعرضوا للقافيه

همس المدينة
احمدالغزالي

دارفور .. رفقا بمن تعرضوا للقافيه
……

من طرائف الادب العربي ومن قبس سير اهل الفطنه والبداهه بفطرتهم المعهوده
كان هناك أعرابيٌّ يُحب ارتجال الشعر مع استعصاءِ ذلك عليه
وذات مرة كان جالسا مع صحْب مجمع له ، فرأى إبلا تَرعى العرار والجثجاث وهما نباتان، فقال مرتجلا :

ترعى العرار الغضَّ والجثجاثا

فسكتَ ولم يستطع إكمال البيت، فالتفتَ فرأى زوجته واقفة، فقال :

وأمُّ عمرو طالقٌّ ثلاثَا

فسألوه ماذنب أم عمرو ؟!
قال : ذنبها أنها تعرضت للقافيه ..

مسكينه ام عمروا التي اصابتها المصيبه في (صمة خشما )
ومساكين ايضا من تعرضوا لقافيه نظم قوافي شعر الموت الممنهج لابرياء دارفور الذين يموتون (سمبله) وامراء الحرب يسوقون لها ويجوبون الحلال والفرقان ويقطعون مسارات الناس ويروعونهم ويهددون امنهم وسلمهم وينهبون اموالهم ويعيثون خرابا في الارض والديار

شبه الموت يخيم علي كل ارجاء دارفور العزيزه لدرجة ان كل من يود التنقل والترحال بين مساراتها المتشعبه يخرج من دياره مودعا وتاركا وصاياه وخطبة وداع بين افراد اسرته لمخاوف ربما لا تكون عوده مره اخري جراء ما يجري ويحاك في تخوم دمر وديار وحواكير دارفور الملتهبه ..
امراء الحرب صقور (المملحه)
وجدوا ضالتهم في هذا الخراب الممنهج واستغلوا غياب وضعف وتساهل يد (دولة اللا دوله ) في الاقليم فتمددت نفوذهم وطالت اياديهم واصبحوا يهددون الدوله زات نفسها عبر جديد دعوماتهم المتمثل بالاثنيات والتدثر بغطاء القبليه وخشوم البيوت الضيقه والاستعلائيه والصفويه المقيته …
بؤس لا يضاهيه بؤس وشبه الموت يحاصر كل حراكات الحياة
ويقتل الاماني العذبه ويحد من طموح اجيال مستقبل شباب دارفور القادم الذي بتنا نلحظ
معظمهم سيق غصبا عنه نحو التشرزم والتسلح والاستعداد لحماية اسرته ومكونه من خطر الحرب والدمار الماثل والقادم لامحاله اذا استمرت هذه المشاهد بوتيرتها المتصاعده والشاخصه حاليا بالاقليم …
في دارفور كل يغني علي ليلاه
*حاكم بلا مهام
*رعاة بلا رعيه

  • رعيه بلا رعاة
    *حكام بلا سلطه
    *سلاطين بلا حكم
    *نظار بلا نظارات
    *نظارات بلا نظار
  • عمد بلا اطيان
    كل القوم يهرعون نحو ال (انا) وحب المكون الضيق وحب الزات ويردحون تحت ستار الجهويه والعرقيه والعنصريه النتنه
    يمارسون كل هذا الاستغباء وينعقون بالميديا (كلنامن اجل السلام )
    اي سلام هذا الذي لم يغشي دواخلهم ويحرك مخيلات نفوسهم المريضه ?
    اي سلام هذا وروح ابن ادم في دارفور ارخص من سعيته التي يقودها امامه ?
    اي سلام هذا والقتل والسحل والاغتصاب والدمار يتطوف بالديار عند نشوب اقل الخلافات اعتبارا …?
    اي سلام هذا والناس تتعاطي تفريز الكيمان (انت اسود وذاك ابيض ) ?
    اي سلام هذا والكل نحو الكل للموت راح ….
    اي سلام هذا وثلة من المأجورين يتاجرون ويدولون قضايا دارفور من اجل استمرار الاشكال والازمات حتي ينالوا مرادهم في بيئتهم النتنه والخصبه التي ارتضوها في ديارهم وفي شعوبهم …
    قبل ايام منصرمه شائت الاقدار ان اتطوف بشمال دارفور وما بين سلسلة الجبال الوعره وشوارع طويله وكاورا الي كبكابيه وشوارع اخري بانت اطلال ديار دمرتها الة الحرب الجهويه اللعينه
    ولم تبقي علي الاطلال الا (هنا كانت قريه تضج بالحياة ) وتعليق الجميع زهقت ارواح قاطنوها …
    الحديث ذو شجون مؤلمه وحزينه
  • نرجع ونقول باذن الله ما من شدة الا وسيأتي من بعد شدتها رخاء باذن الله واهل الخير وصناع الخير والسلام ايضا موجودين علي ظهر المعموره الطاهره دارفور السلطان ارض المحمل وصناديد الرجال الحكماء والساسه والفقهاء ورجالات الدين
    باذن الله املنا في الله اقوي بان تعود دارفور لسيرتها الاولي بتوفيقه بتتويج جهود هؤلاء الخلص الحادبين علي امرها …
  • والشئ بالشئ يزكر اجد نفسي ممتنا للاخ العزيز نقيب/ ادم داؤود (بشيري ) بقطاع شمال دارفور وشقيقه صالح داؤود لكرم ضيافتهما الفياض المصحوب بختمة للزكر الحكيم بمنزلهم العامر بالسريف بني حسين
    ويمتدشكرنا للاخ بشيري لحراكه الدؤوب نحو رتق نسيج الاهل بريادته لمواقف نسأل الله ان يثيبه عنها كل خير تجاه اهله وعشيرته …وايضا الاستاذ حسين سنجاوي وابنه الاستاذ عماد اسماعيل سليمان لكريم وصلهم الجميل ودأبهم الفكري المتواصل من اجل الاصلا ح المجتمعي بالمنطقه …وللاسف لم يسعني
    الزمن لتلبية الدعوه لمجموعه
    من الاخوه الكرام الذين وعدتهم ولم يسعني الزمن ولم اتوفق بوصولهم شكرا الاخ
    ادوم سنين والاخ مالك علي حارن شكرا دندش اخوان شكرا الاخ جمال اسماعيل شكرا للاخ يحي وشكرا للاخ العمده محمد زين ويمتد الشكر لكل الاهل الكرام الذين لم نتمكن من زيارتهم بسريف العز والصمود وذلك لعامل ضيق الزمن ….

خاتمه : دارفور محروسه برجالها الخلص الاوفياء باذن الله …

خاطره : الشئ الوحيد الذي يجعل الشر منتصرا هو بقاء الصالحين مكتوفي الايدي …

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى