مقالات

بكري المدنى يكتب.. السودان إلى أين ؟!

* أمس فصلت قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي السيد محمد الزين وحزبه الاتحادي الوطني – إن صح الاسم وكذلك فصلت بروف حيدر الصافي وحزبه الجمهوري والحقيقة أن لا الأول يمثل قواعد الشيخ أزرق طيبة التي أريد أن يكون لافتة سياسية لها ولا الثاني يمثل جماعة الإخوان الجمهوريين الذين اختطف اسمهم هو من جهة والسيدة أسماء محمود محمد طه من جهة أخرى وفيما عدا القوى السياسية  ذات الوزن والتي عجزت قوى الحرية والتغيير عن فصلها وهي مجموع حركات القائد مالك عقار والدكتور الهادي إدريس والسيد الطاهر حجر وحتى حزب الأمة القومي فإن مجموع الذين تفاصلوا بالأمس لا يساوي عدد المنتظرين المواصلات العامة عند الذروة في موقف إستاد الخرطوم !
*  الحال كذلك بالنسبة للقوى السياسية التي يسعى الحاكم العام للسودان السيد فولكر جمعها و- بعضها يتأبى عليه – بغرض إحياء العملية السياسية في السودان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأجل تشكيل واقع ومستقبل جديد لهذي البلاد.
* الحقيقة أن ما يقارب الـ90 % من السودانيين خارج أقواس هذي المجموعات يأخذهم الهم العام والهم الخاص معًا ويرون أمورهم كلها بيد الغير وقد أعجزهم الكلام وأعجزهم الفعل معًا فانصرفوا عن الهم الأول للهم الخاص يكابدون شظف الحياة ما بين توفير لقمة العيش العزيزة وتأمين الحياة من الخوف !
* إن هم البلد والناس أكبر من الذين يعتلون المسرح اليوم والآخرين من خلف الكواليس وعليه لا بد من البحث عن اللافتة الأكبر والتي يمكن أن يجلس أغلب السودانيين تحتها لبحث مسار ومصير حياتهم ومستقبل بلادهم وذلك لأن شيء مما ينتج من مسرح عرائس اليوم لن يحقق شيئًا على الأرض اللهم إلا بما تناله تلك العرائس من استحسان على حسن الأداء وما يناله من يمسك بالخيوط من خلف الكواليس من دراهم معدودات وبعض قطع الحلوى !
* إن بلادنا وأحوالنا تنحدر بشدة وغاية ما ينتظره السيد فولكر غدًا هو أن يجمع الأوراق ويضع العلامات وسيكون تعليقه تحويل السودان للبند السابع وليس هناك مجال لكلمة (أعد) فالفرصة الحالية تكاد تكون هي الفرصة ما بعد الأخيرة من رحمة الله.
* إن السودان اليوم يحتاج إلى كبار – كبار في النفوس وليس كبار في الأعمار – كبار تكون لديهم القدرة أن يقدموا أنفسهم لهذه البلاد قبل أن يقدموا لها – كبارًا يطوفونها بالطول والعرض يجمعون الناس إلى كلمة سواء قبل فوات الأوان والسودان !

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى