(1)
ضحكت وقلت في نفسي ( أليس منكم رجل رشيد )؟ عندما قرأت بعض الاخبار التى تتحدث عن تشكيل (حكومة تصريف اعمال) من قبل قائد القوات المسلحة الفريق اول عبدالفتاح البرهان.
من كانوا يستنكرون على حمدوك والحرية والتغيير تشكيل الحكومة وبأنهم لا يمتلكون تفويضاً من الشعب لتشكيل الحكومة ومن يصفون المواكب التى تجتاح البلاد رفضاً لانقلاب 25 اكتوبر بالأقليات لا اعرف من اين لهم بهذه (الشرعية)؟ التى منحوها للبرهان (منفرداً) من اجل تشكيل (حكومة تصريف الاعمال).
لا يشايعه في ذلك إلّا بعض الذين جمع بينهم اعتصام (الموز).
من الذي فوّض البرهان على ذلك؟ – حتى تمنحوه هذا الحق الذي لا يملكه غير الشعب الذي يتواجد في الشوارع الآن.
اذا رفض الشعب حل الحكومة الانتقالية من قبل البرهان ومازالت المواكب تتدفق في الشوارع والمدن رفضاً لانقلاب 25 اكتوبر هل يمكن ان يقبل الشعب بتشكيل الحكومة ممن سبق وان انقلب عليها؟
حتى حمدوك الذي اعادوه الى منصبه الذي عزلوه منه – رفض الشعب عودته لأنه عاد الى المنصب عن طريق (الانقلاب).
هذا الوطن لن يحتمل عملية جراحية اخرى بعد عملية انقلاب 25 اكتوبر – أي تدخل (عسكري) اخر يمكن ان يودي بحياة الوطن.
(2)
سوف احسبها معكم بأسهل منطق ان كنتم تعقلون.
كيف للبرهان بتشكيل (حكومة تصريف الاعمال) وكل الاعمال متوقفة – وكل التصاريف مغلقة بما في ذلك (الجسور).
كيف سوف تصرفون تلك الحكومة اذا كنتم ما زالتم تحتمون بإغلاق الجسور عن طريق (الحاويات)؟
هل يمكن ان يكون هناك تصريف مع هذه (الحاويات)؟
حكومة تحتمي من شعبها بالحاويات!!
عقليتكم الامنية ما زالت تتعامل مع الشعب بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية – كيف تكون هناك حكومة تصريف اعمال في ظل هذه الاوضاع؟
تقطع خدمة الانترنت والاتصالات من كل البلاد في كل يوم يعلن فيه عن خروج (مواكب) يصفون من يشاركون فيها بالأقليات وينتظرون بعد هذا السلوك حكومة لتصريف الاعمال.
برنامج التصعيد الثوري يتجه نحو الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والإضرابات ويتحدثون مع ذلك عن (تصريف الاعمال).
لم يعد يمكن اجراء مكالمة هاتفية او تحويل مبلغ مالي في ظل هذه الاوضاع فكيف لنا بحكومة تصريف الاعمال واي شيء متوقف.
فقدنا اكثر من (60) شهيداً بعد قرارات 25 اكتوبر ويمكن ان يتضاعف هذا العدد بعد تشكيل حكومة لا يتوافق عليها الشعب.
حتى لا تصيبكم الصدمة – اعلموا ان تصريف الاعمال لا يمكن ان يكون في وجود هذه المعطيات.
هذا امر بدهي لا يحتاج الى عبقرية او (خبير استراتيجي)!!
الشعب يعاني من الذخيرة الحية والبمبان والحاويات والاعتقالات وقطع خدمة الانترنت والاتصالات وإغلاق الجسور بالحاويات.
الحكومة نفسها تقوم بوضع هذه العراقيل في الوقت الذي يتحدثون فيه عن حكومة تصريف اعمال.
ان كان هذا يحدث قبل تشكيل حكومة يرفضها الشارع كيف سوف يكون الوضع بعد تشكيل الحكومة؟
( أليس منكم رجل رشيد )؟
(3)
تحدث مستشار البرهان الاعلامي ابوهاجة عن وضعية (اللا دولة) ولا اعرف من يحاسب على ذلك؟
يحاسب على ذلك الحكومة وليس الشعب – الشعب ما زال ينادي ويطالب بالدولة المدنية.
اللا دولة نتيجة وضعنا فيها انقلاب 25 اكتوبر.
ابوهاجة قال ان هذا الوضع هو امتداد للنظام البائد – وهم انفسهم الذين قطعوا على لجنة ازالة التمكين الطريق لتفكيك انقلاب 30 يونيو.
الحقيقة التى يجب ان يعوها جيداً ان البلاد منذ ان تم تجميد لجنة تفكيك نظام 30 يونيو دخلت فى الضياع.
لم يعد الشعب يثق في حكومته بعد تجميد لجنة ازالة التمكين.
احصدوا ما زرعته ايديكم بقراراتكم (الانقلابية).
هذا نتاج طبيعي للفراغ الذي تركته لجنة ازالة التمكين.
كل هذه الفتن وذلك الكيد هو من صنع النظام البائد.
لا يمكن مداواة الجروح قبل تنظيفها.
(4)
ابناؤهم يدرسون بالخارج ويحصلون على المنح التعليمية، في الوقت الذي يموت فيه ابناء هذا الشعب بالذخيرة الحية التى تصوب على رؤوسهم وأعناقهم – بعضهم يموتون اختناقاً بالغاز المسيل للدموع.
الخبراء الاستراتيجيون اتضح انهم يدافعون عن مصالح ابنائهم.
من كانوا يتهمون المدنيين والأحزاب بالعمالة ماذا يقولون بعد تلك التسريبات وهم يمثلون شرف الوطن؟
قالوا عن حمدوك (عميل) وهو الذي تعرض لمحاولة اغتيال وهو (رئيس وزراء) وهو الذي تم اعتقاله والتحفظ عليه وأيضاً وهو (رئيس وزراء).
حمدوك الذي عاد الى منصبه من اجل ان يحقن الدماء – لم يسرق ولم يقتل احداً وعندما وجد ان عودته لم تحقن الدماء تقدم باستقالته وترجل من منصبه.
حمدوك (الشيوعي) ترك نعيم الخارج وامتيازاته (الدولية) وجاء ينشد (الحكم المدني) في هذا الجحيم الذي تعرض فيه لمحاولة اغتيال واعتقل من قبل العسكر وهو رئيس الحكومة.
جاء حمدوك بأسرته من الخارج وقطع تعليم اولاده .لم يرسل ابنه او بنته بمنحة خارجية من اجل الدراسة في الخارج.
هذا الرجل بكل هذه التضحيات يسمونه (عميل) ويعتبرون انفسهم وحدهم من يبحث عن استقرار الوطن وأمنه ومصلحته.
كأن مصلحة هذا الوطن واستقراره وأمنه في ان يرسلوا ابناءهم للخارج بمحنة (اجنبية).
(5)
بغم /
نقولها الآن ان كانوا يستبينون النصح اذا تم تشكيل حكومة في ظل هذه الاوضاع فان الحكومة الجديدة سوف تكون (حكومة تعطيل الاعمال).
حكومة اغلاق الجسور بالحاويات.
حكومة قطع خدمة الانترنت والاتصالات.
حكومة اطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع.
حكومة المنح الدراسية الخارجية!! هذا يمكن ان يكون هو (تصريف الاعمال) الوحيد في الحكومة الجديدة.