فوكس
هويدا حمزة
إن كان الفساد المالي والإداري قد قصم ظهر الإنقاذ فأن الحكومة التي سرقت الثورة لم يقصم ظهرها سوى الفساد الديني حيث لم تألو جهداً في معاداة عقيدتنا كمسلميين مع سبق الإصرار والترصد وليس أدل على ذلك من تخصيصها دار جمعية القرآن الكريم للمثليين! للمثليين وليس غيرهم في استفزاز واضح لمشاعر الشعب السوداني المتدين بفطرته ومن ثم فما زلنا نرقب إشفاقاً وحسرة تسارع سلسلة الأحداث التي تترى متلاحقة للتغول على أوقاف جمعية القرآن الكريم ( المال السائب) وعلى طريقة كسب الوقت قبل إنتباه الغافلين .. فبعد أن أثار إيجار مبنى الجمعية ردود أفعال واسعة وسط من تربط بين قلوبهم وشائج حبّ القرآن، وبعد إنتباهة أصحاب الحق وتحريكهم لملف الجمعية قانونياً يبدو أن تلك الجهود لم تُثن وكيل وزارة الشؤون الدينية عن عزمه و لم يهدأ له بال بل لازال تبرُق عيناه لهفة ويسيل لعابه بلا إنقطاع كلما طالع مُحيّا واحدة من أوقاف جمعية القرآن الكريم الشامخة، وهاهي حلقة جديدة من حلقات مسلسل أوقاف الجمعية إسمها( فندق أنوار المدينة )
هذا الفندق بعد صدور قرارات لجنة التمكين المجحفة التي شردت الموظفين والعاملين فيه استضيف فيه مجموعة من أطباء كورونا في نسختها الأولى والتي إتخذت الفندق مقراً للسكن والفوضى وعاثت به من الخراب مالايعلمه إلا الله ، ثم بعد ذلك وبالتنسيق مع إدارة الفندق التي عيّنتها وزارة الشؤون الدينية وقتها على عهد الوزير مفرح تم استضافة حركات الكفاح المسلح طوال مدة إقامتها في الخرطوم .. كل ذلك ولا أحد يدري إلى أية جهة كانت تُورّد أموال هذه الاستضافة منذ أطباء كورونا ومروراً بالحركات المسلحة.. عبد العاطي أحمد عباس مسؤول الأوقاف سابقاً ووكيل الوزارة حالياً بحكم تردده على مباني الجمعية بدأ يهمس جهراً بأن الفندق سيؤول للأوقاف وحينما لم يجد إعتراضاً أو مقاومة من لجنة التسيير التي أتت بها لجنة التمكين لإدارة الجمعية حينها، شرع على الفور في تجهيزات صيانة الفندق التي استغرقت وقتا طويلاً وأموالاً طائلة على مايبدو، مما جعل الأرباح الضخمة المتوقعة بعد تشغيل الفندق حلماً لايفارق مخيّلته.. وحتى يكون الفندق خالصاً من دنس إرتباطه بجمعية القرآن الكريم كوقف تابع لها، لم يألُ سعادة الوكيل جهداً في تغيير اسم الفندق عن طريق إجراءات غير قانونية سنكشفها لاحقاً ٠ وإذا بها تطالعنا صور الاستعدادات لإفتتاح الفندق وقد تم تغيير الاسم من فندق (المدينة المنورة) إلى(المدينة)فقط بعد حذف كلمة (المنورة) بل أن الأمر الآن في مرحلة إخطار أحد أعضاء المجلس السيادي لإفتتاح الفندق بعد أن تم العدول عن فكرة دعوة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك بعد الاستقالة .. السؤال الذي لابد له من إجابة عاجلاً ، من الذي يتلاعب بأختام وتوقيعات جمعية القرآن ويسمح بتغيير أصول الجمعية من خلف الفاعلين الحقيقيين في المشهد الآن ؟، وهل سيتوقف هذا التلاعب عند تغيير اسم الفندق وحسب أم يمكن أن يكون شمل أصولاً أخرى تحت إغراء أنه لا أحد يعلم مايُحاك الآن خلف الستار ؟ فأين دور مجمع الفقه الإسلامى ورأى مشايخه فى تغيير اسم الوقف وشرط الواقف؟ وما علاقة رئيس مجلس إدارة الفندق بالفندق صاحب محلات (فيوز فاشون) بالرياض غير أن شقيقه الأكبر صديق الوزير السابق مفرح وجيرانه في ربك؟ ما حصل لفندق (أنوار المدينة) من تغيير اسمه وتحويل شرط الواقف فيه تعد على القانون وتزوير في وضح النهار وعلى القانونيين الإحتساب والتصدي لهذا الجور!! علماً بأن القرارات الأخيرة جمدت كل قرارات لجنة التمكين إلا أن وكيل الشؤون الدينية والأوقاف لا يعبأ ولا يبالي بكل هذه القرارات!!
و للحديث بقية.