مقالات

هاجر سليمان تكتب: الحكومة الانتقالية.. ماتت سريرياً!!

احسب ان الوقت قد حان الآن لاعلان موت الحكومة الانتقالية سريرياً وحملها على نعش، والتخلص من جثتها على الطريقة الهندية بادخالها المحرقة وجمع رمادها وذره على صفحات التاريخ، وما نقوله ليس حديثاً للاستهلاك وانما من واقع معيش نراه كل يوم فى حلنا وترحالنا واحلامنا وحتى فى يقظتنا.
حينما قام البرهان بالاجراءات التصحيحية فى (٢٥) اكتوبر الماضى كنا من اكثر المؤيدين لتلك الاجراءات، باعتبارها حركة ستغير مجرى السياسة الروتينى وشكلها المشوه البائس الذى اعتدنا على رؤيته كل صباح، أيدنا وناصرنا وكنا نعلم تماماً مدى صدق نوايا الرجل فى الاتيان برئيس وزراء كفاءة ومسؤولين مدنيين قادرين على ادارة البلاد بكفاءة ودون حزبية او جهوية، ولكن خابت كل آمالنا وتطلعاتنا، وتبين لنا وقتها ان ما قام به البرهان لم يكن سوى حركة خفيفة من صبى ليخيف جرواً أمامه، وحتى تلك الحركة لم تنجح فى ابعاد ذلك الجرو، وخبا بعدها بريق البرهان وعادت حليمة لقديمها، وعاد حمدوك واطاح بكل قرارات البرهان، واعاد تعيين المتمترسين من الحزبيين من ذوى اللاكفاءات واللاخبرات واللا أي شيء، وبرزت الآن الدعوات لاتفاق سياسى جديد مولود من رحم الغيب التقطه بعض السيارة وارادوا التلويح به من باب جس النبض وقياس الرأي العام.
وما يحدث في المشهد السياسي الآن يعد خصماً على البرهان وحمدوك، ويعتبر هضماً لحقوق الشعب وسعياً وراء تفكيك الوطن، وفى الوقت الذى تتناحر فيه دارفور وكردفان نجد حمدوك والبرهان يجلسان على كراسى وثيرة يتجاذبان اطراف الحديث، وهما بعيدان كل البعد عما يدور فى الشارع وفى اقاصى البلاد، وعندما شعر البرهان بالخجل ازاء ما يحدث اكتفى باطلاق تصريح ادان وشجب ووجه فيه باحتواء الموقف، فهو افضل حالاً من رفيقه المؤسس الذى يخيل لى انه حتى الآن لم يفق من سكرة انبهاره بالتفاف سواقط المجتمع الغربي خلفه، ولم يعرف بعد ان هنالك اجزاءً من الوطن تنهار وهو مشغول عنها، كما أنه لا يدرى انه فقد بريقه لدى الشارع الذى بات يبحث عن طريقة لابعاده عن سدة الحكم.
قادة الحكومة الانتقالية تنقصهم الفطنة وهم ضعفاء الارادة وفاشلون، وفوق كل ذلك جشعون الى حد اللهث خلف مقاعد السلطة دون وضع اعتبار لما يريده الشعب الآن الذى اصبح ينادي باسقاط السلطة وحرق الجمل بما حمل، والشارع الآن ينادي بإسقاط البرهان وحمدوك، وحتماً سيطيح بهما ان التزم بذات السلمية التى انطلقت بها ثورة ديسمبر ٢٠١٨م.
قادة الانتقالية الآن ليسوا سوى دمى تحركها وكالات المخابرات الغربية والعربية، لتطبق من خلالها اجندات تخلص الى تفتيت البلاد وتسهيل عملية اقتناصها والسيطرة عليها ونهب ثرواتها وشغل اهلها بالحروب الطاحنة ودس العناصر المخربة.
ومازالت السفارات تمارس دورها المخابراتى بنجاح، وتابعنا تحذيراً للسفارة الامريكية التى حذَّرت فيه رعاياها من احتمالية هجمات ارهابية، مما يعنى ضمناً ان تلك الخلايا الارهابية ليست سوى صناعة امريكية خالصة تستغلها متى ما تريد واينما تريد اشباعاً لرغباتها، كما لا ننسى ان (داعش) و (طالبان) صناعة امريكية مائة بالمائة، وتحديداً طالبان صنعتها امريكا لتفكيك الاتحاد السوفيتى عقب تخوفها من تمدد نفوذ روسيا.. ودقى يا مزيكا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى