بالامس انسحب حزب البعث السوداني من اعتصام تحالف مناوي وجبريل ومجموعتهم، وهذا يعني مغادرة اخر حزب سياسي حقيقي من هذه المجموعة، وبمغادرته تصبح هذه المجموعة المشبوهة عبارة عن حركات مسلحة وتنظيمات جهوية وتجمعات فلول، وبهذا تنتفي عنها تماما صفة الحديث باسم قوى الحرية والتغيير.
بالامس خرج طلاب وطالبات مدينة الفاشر في مظاهرات يهتفون ضد حاكم الاقليم مناوي نتيجة عدم وجود الخبز. ترك مناوي مهامه كحاكم إقليم مسئول عن توفير احتياجات مواطني دارفور، وذهب ليعتصم في الخرطوم، هو وجماعته يضربون الخيام ويذبحون الإبل وطلاب دارفور بلا خبز!!
بعد أن عينته حاكما عاما لاقليم دارفور، وفرت حكومة الثورة فرصة ثمينة لمناوي لكي يرد الدين لأهله، لكي يداوي جراحهم، ويبني المدارس والمستشفيات ويعيد النازحين واللاجئين الى ديارهم ويبسط السلام والطمأنينة في ربوع دارفور، ولكنه ركلها، وذهب ليعسكر بالخرطوم من اجل البيان العسكري!! بهذا الموقف أثبت مناوي انه لم يقاتل من اجل مواطني دارفور، ولا من اجل معاناتهم واحلامهم، ومن حق طلاب وجماهير دارفور أن يخرجوا ضده ويشيعوه للمذبلة.
أغتيل خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بواسطة الانقاذ، وتوقعنا ان يكون خلفه جبريل ابراهيم في صف الوطن وضد القتلة، ولكنه فأجا الجميع، باع الوطن ودماء شقيقه وانحنى للفلول القتلة، لذلك لم يكن غريبا ان تكتب ابنة أخيه ( ايثار خليل ابراهيم) على صفحتها بالفيسبوك مشبهة ما يحدث داخل حركة العدل والمساواة بالاختطاف. من يبيع دماء شقيقه وتتهمه إبنة أخيه بالاختطاف لا خير فيه للوطن ولا للثورة.
إعتصام مجموعة الفلول مدعوم من قبل العساكر الانقلابيين هذا معلوم للجميع، ولكن اتضح كذلك ان الاعتصام مدعوم في السر بواسطة أحزاب سياسية كيزانية، وأحزاب سياسية ذات صبغة دينية، وأحزاب سياسية شاركت البشير وتحن لعودة (البوت). القاسم المشترك بين المعتصمين وداعميهم هو حل حكومة الثورة وقطع الطريق على الانتقال المدني الديمقراطي وإعادة البلاد مجددا للشمولية، ولكنه (عشم ابليس في الجنة).
هذا الشعب لن يعود مجددا لحضن العسكر، لن يبيع دماء شهداءه، سيواصل المسير نحو الديمقراطية مهما كانت التضحيات، ولن يسامح او يغفر لأي حزب او تيار او شخص يعترض مسار الثورة ويدعم قوى الفلول والردة. سيرى هؤلاء الفلول وداعميهم ما يغيظهم من الشعب يوم ٢١ اكتوبر، وسيرى الشرفاء ما يسرهم ويقر أعين الشهداء والجرحى ويعلو بالوطن في طريق الحرية والسلام والديمقراطية.