ولأن الحكومة غضت الطرف تماماً عن فساد شركة تاركو للطيران، المتمثل في نهبها مايقارب٢٠ مليون دولار من بنك الخرطوم في العام ٢٠١٦ بعد ما قدم قسم الخالق بابكر قسم الخالق وسعد بابكر شركاء ملكية تاركو للطيران، فواتير مزورة وبمساعدة الشريك الثالث لهما فضل محمد خير الذي استطاع قسم و بابكر أن يلقيا جملة الفساد عليه بدلاً عن بعضه، ويغسلها يديهما كأنها لم تمتد يوماً على المال العام ليحلقا من جديد في فضاء حكومة الثورة، ولاحقت السلطات فضل بجملة قضايا لكنها لم تلاحق سعد وقسم بالرغم من ان جميعهم شركاء في الجريمة.
والسؤال يظل قائماً، ما الذي يجعل تاركو إير تتمتع بحصانة ولم تطلها يد الملاحقة والمحاسبة من قبل السلطات السودانية ، وتظل تحت دائرة الحماية الي يومنا هذا، ولا أحد يعلم فالشركة تتبع (لأولاد قوش) الرجل الغائب الحاضر في المشهد السياسي.
المهم بقوة قوش او برغبة الحكومة الحالية تاركو مازالت تخبر المسافرين في صالة مطار الخرطوم عن مواعيد رحلاتها ذهاباً وعودة.
ويظل فتح ملف هذه الشركة إن لم تبتلعه ( أفواه التسويات) باقياً ومنتظرا ضمن العديد من الملفات التي تحتاج ان يقدم شركاء الفساد فيها الى العدالة.
لكن هل وقفت شركة تاركو على نهب المال العام أم أن صاحبها سعد بابكر وصل مبلغاً من التيه والغرور وبدأ يتعدى حتى على مال المواطنين البسطاء فمن الذي يحمي سعد حتى يحول بينه وبين الوقوف أمام القضاء في آخر قضية ضده ، وهل عجزت الشرطة في القبض عليه ام أن امبراطورية سعد بابكر لايستطيع احد الدخول اليها.
فقبل عدة أيام أصدرت محكمة الخرطوم شرق الجزئية برئاسة القاضي أحمد حمزة احمد أمراً بالقبض على السيد سعد بابكر احمد المدير العام لشركة تاركو للطيران وأمرت بأن لا يطلق سراحه الا بعد دفع مبلغ قدره ٢٦٤,٧٠٠,١٥٠جنيهاً لصالح الدائن مهندس طيار معمر فضل محمد علي مدير أكاديمية إنترناشيونال للطيران المدين لشركة تباركو للطيران المحدودة بالمبلغ مقابل خدماته بعد حصوله على وكالة لفتح خط شركة تاركو للطيران بإثيوبيا وبعد ماقام بفتح الخط ومكتب للشركة بطاقمه كاملاً، لم ترسل تاركو طائرتها الى هناك وتنصل مديرها عن سداد المبلغ، الأمر الذي دفع معمر لفتح بلاغ في مواجهته.
فمعمر أنصفه القضاء السوداني عندما أصدر له أمراً بالقبض على مدير شركة تاركو للطيران لكن حفيت قدماه في رحلة البحث عن المدير الذي اختفى في ظروف غامضة.
فصاحب الحق لا حول له ولا قوة وجد نفسه يطرق عدة أبواب تحيط بها حاشية المدير ورجاله يقف منذ الصباح الباكر حتى زوال الشمس ويرجع دون ان يستيقظ ضمير المدير الذي يمتلك اكبر شركة للطيران وأرصدة ضخمة في البنوك وفلل وعمارات شاهقة ولا يهمه أبداً مايعانيه الناس بحثاً عن حقوقهم التي أثبتتها الأوراق والمستندات.
نحن نعلم أن السلطات والحكومة الآن تقف بعيداً عن فساد هذه الشركة التي تعدت على المال ولم تحاسب هؤلاء الفاسدين على جرائمهم السابقة ولكنها بالتأكيد قادرة على ان ترفع الظلم عن هذا الرجل ؟ كتبنا ولعلها رسالة في بريد كل السلطات المسؤولة والشرطة، ان تساعد الرجل في القبض على مدير تاركو للطيران، إن كان هارباً او يخفي نفسه، فصاحب الحق يريد فقط حقه الذي أثبته أمام القضاء وحكم له بالقبض على المتهم فهو لايريد شيئا سوى العدالة ، في ظل حكومة، تحقيق العدالة أحد أهم مسئولياتها، فليس من العدل أن يمارس هؤلاء الفساد في عهد المخلوع وفي عهد الثورة، يمارسونه ومعه أبشع أنواع الظلم على الناس !!
طيف أخير:
وأقتَلُ داءٍ رؤيةُ المرءِ ظالماً يسيء، ويُتلى في المحافلِ حمدُهُ