غير مصنف

فاطمة مصطفي الدود تكتب : وجع رأس الرسوم الدراسية

تلاميذ  كثيرون حرموا هذا العام من  مواصلة الدراسة في مدارسهم الخاصة نسبة الي الرسوم ذات الأرقام الفلكية التي فرضها اصحاب تلك المدارس  على أولياء الأمور  حيث شكت مجموعة من أولياء الأمور من جشع و إنتهازية رهيبة من بعض مُلاك المدارس الخاصة بزيادة الرسوم الدراسية لأرقام فلكية .

 اطفال لا ذنب لهم تعودوا على قاعات الفصل وعلى المعلم وعلى زملائهم في الفصل بل في المدرسة ، هذا العام ربما يكون العام الأخير لهم لملاقاة الزملاء حيث الارقام الفلكية 400 الف جنيه او 450  الف جنيه لتلميذ مرحلة الأساس

  ولا يخفي على احد الوضع الاقتصادي في البلاد  مما تضطر تلك المدارس الي زيادة الرسوم ولكن يجب أن تكون  الزيادات وفق موجهات معينة يراعى فيها عدم إلحاق الضرر بالتلاميذ و أولياء الأمور و المؤسسة التعليمية   ولكن ان تتم هذه الزيادة دون دراسة اجتماعية او اقتصادية بالنسبة لاولياء الأمور فان الأمر فيه اجحاف بحق اولئك التلاميذ وأولياء الأمور حيث ان تجد بالبيت الواحد اكثر ثلاثة الي اربعة تلاميذ .

والسؤال الذي يطرح نفسه  هل هذه الزيادات راعت عدد الطلاب الموجودين في تلك  المدرسة من البيت الواحد ؟  وهل راعت مستوي دخل ولي الامر الذي ربما يكون موظف او عامل يومية ؟

 اعتقد أنّ هذه الزيادات هي البداية الفعلية للفاقد التربوي والبداية الحقيقية بان يترك الكثيرين البلاد والاغتراب في دول الجوار لضمان تعليم سليم لابنائهم وباقل التكاليف المالية الممكنة .

ما ينبغي قوله أولاً  أن على أولياء الأمور رفض  دفع تلك الأموال الباهظة و يجب أن يتحدوا و يكونوا مجموعات   يناقشوا فيها مشاكل و مستقبل أبنائهم الدراسي ، ثم عليهم أن يتحدوا برؤية و موقف واحد و واضح ويطلبوا من إدارات تلك المدارس مناقشة طلباتهم بتخفيض الرسوم و تحسين بيئة المدرسة .

من الصعوبة جدا ان تسجيب المدارس لطلبات أولياء الأمور وان حدود الاستجابة لا تتجاوز تقسيط هذه المبالغ الي ثلاثة اقساط على الكثير وبما ان العام الدراسي على الابواب لم نر اية تحركات من وزارة التربية والتعليم لوقف مهزلة الرسوم الدراسية التي وضعها اصحاب المدارس الخاصة .

 وقد وصف الكثيرون من الناس تلك الرسوم بانها جشع من تلك المدارس ولكن الجشع ناتج من عدم وجود رؤية واضحة تقوم بها الدولة لوضع حد  لهذا الجشع وتلك الفوضي التي تعيشها المدارس الخاصة . والاسوة من ذلك ان هنالك مدارس طالبت بدفع الرسوم الدراسية بالدولار – نعم بالدولار  – الأمر الذي يشكل هاجس  جديد بان يقوم ولي الأمر باستبدال الجنيه بالدولار مع مراعاة فرق السعر ودفعها الي المدارس الخاصة .

ان الفاقد التربوي سيؤدي الي التشرد بالتالي سيتزداد الجريمة ويكون السودان فقد جهود شبابه بسبب تلك الكارثة التي تسمي الرسوم الدراسية

المطلوب من وزارة التربية والتعليم – ادارة التعليم الأهلي والأجنبي عقد اجتماع عاجل مع كافة المدارس الخاصة الاساسية منها والثانوية والاتفاق على حد أدني وحد أعلى للرسوم حتي تستمر الشراكة الثلاثية بين المدرسة والوزارة والمواطن  وحتي تعاد الي العملية التعليمية في السودان مكانتها وهيبتها ووجودها في الخارطة التعليمية بدلا عن يكون التعليم سلعة وسلعة للطبقة العليا فقط وتصبح لو ما عندك قروش ، ولدك يبقي (راعي) وبنتك تكوس ليها (عريس) من بدري .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى