مقالات

فاطمة مصطفي الدود تكتب : حواكير الرحل

اتفاقية السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح نصت على عدد من البنود والمسارات المختلفة وتفرعت من تلك المسارات بنود متعددة وقضايا متشعبة وأصبحت تواجه عقبات التنفيذ بسبب ضعف الدعم الدولي لهذه الاتفاقية التي تواجه الان تحديات كبيرة.

وفي زخم تنفيذ بند الترتيبات الامنية الذي يعد العمود الفقري لاتفاق جوبا لسلام السودان (والمرق البسند العرش) برزت تساؤلات منطقية وواقعية حول مسارات الرحل والرعاة واين هم من هذه الاتفاقية ولماذا لم تتم الإشارة من قريب أو من بعيد لهم باعتبارهم يشكلون مكون اساسي من مكونات المجتمع السوداني وشريحة مهمة لها اسهاماتها الوطنية والاقتصادية كما أنهم ظلوا يتعرضون الاعتداءات المتكررة من قبل المزارعين ومن يدعون أنهم أصحاب حق وأصحاب حواكير الأمر الذي يؤدي إلي حدوث نزاع يصل الي طور نزاع مسلح يهدد الأمن والسلم المجتمعي.

ولن يستطع كائن من كان أن ينكر أن هذه الشريحة من الرعاة والرحيل قد تأثرت بكل نتائج الحروب والنزاعات من القتل والسلب لممتلكاتهم والدمار لقراهم ومساكنهم ونهب ثرواتهم التي تتكون من المواشي هذه الشريحة التي تعيش حالة في تجوال دائم خلف مواشيهم من اجل الكلأ والماء . ومن المتأثرين والمتضررين مباشرة من هذه الحرب اللعينة . اين هي من مسارات الاتفاق ؟!

ان قضية الرحل قضية جوهرية ومهمة جدا لما لهم من اسهامات اقتصادية كبيرة في الدولة السودانية في شتي المجال وعلى وجه الخصوص الانتاج الحيواني . بالمقابل يعانون الاهمال التام في مجال الخدمات الصحية والتعليمية في ابسط صورها كما تنقصهم العناية البيطرية لمنتجاتهم التي تواجه ظروف طبيعية مختلفة المناخات في حلهم ورحالهم . هذا بجانب الحماية والامن الذى افتقدوه طيلة سنوات الحروب . هذه الشريحة تعتبر من أضلع السلام الاساسية في البلاد . لدورهم في الاستقرار والتنمية الكبير .

إن تجاوز هذه الشريحة يعد من التعقيدات التي تواجه عملية السلام وخصوصا في اقليم دارفور .

وثمة سؤال آخر أين هم من قضية الحواكير ؟ بعيدا عن الرحل وابناء الرحل على ما اعتقد هي أزمة في حد ذاتها . بدون الرحل وابناء الرحل لن تستطيع أن تفتى أي جهة دون أصحاب المصلحة والفعل والمتأثرين على الارض . دائما تجد الرحل في قائمة التهميش من جميع الحكومات السابقة ولم تجد هذه الشريحة الهامة حقا في الميزانيات من ناحية الخدمات . ولكن تجدهم حضورا في دفاتر الايرادات

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى