مقالات

عثمان ميرغني يكتب.. (كبسولة الزمن)

الخيال هو أبدع ما يملكه الإنسان.. ولولاه لكنا حتى اليوم نركب الحمير والجمال في سفرنا وترحالنا.. لكن الخيال دفع الإنسان للتفكير في محاكاة الطيور.. وفشل في البداية لكن التجارب في النهاية أوصلتنا للطائرات الحديثة التي تحلق بالآلاف في سمائنا آناء الليل وأطراف النهار..
ببساطة تعالوا نستخدم الخيال في رحلات مهمة:

الرحلة الأولى؛ الى العام 2050، أي تقديم عقارب الساعة ثلاثين عاماً .. تخيل إننا سافرنا الى ذياك الزمن ونعيش فيه.. كيف حال السودان ؟ كيف تبدو الخرطوم؟ هل لا تزال حكومتنا تعقد اجتماعاً كل عام لبحث الاستعدادات لفصل الخريف؟ هل لا تزال أزمات القمح والدقيق والوقود والكهرباء والدواء سارية المفعول؟

الرحلة الثانية : العام 2030؛ في الاتجاه ذاته لكن فقط على بعد عشر سنوات، هل لا تزال الفترة الانتقالية سارية؟ لا يزال السودان يعالج الانتقال ، وتقكيك التمكين؟ وتنسب الأزمات للحكم البائد الذي سقط قبل 11 سنة بالتمام والكمال؟
هل اكتمل تشكيل المجلس التشريعي “البرلمان”؟
هل لا تزال الحرية والتغيير تنبثق انبثاقاً لتكوين جسيمات جديدة؟ هل اكتمل تعيين وزير التربية ووالي كسلا؟ هل اكتمل دمج القوات في جيش واحد؟
هذه الرحلات الخيالية عبر الزمن ليست للتسلية ؛ بل للسؤال الممل الذي ظللت أكرره لحد الضجر، هل لدينا خطة نرى من خلالها المستقبل؟ أم إننا ندير بلادنا وكأن القيامة غداً؟
دعكم من عشر سنوات أوثلاثين، هل لدينا خطة للسنة القادمة 2022؟
قيادة الدول أشبه بقيادة الطائرة، هل يمكن تصور طيار في الجو لا يعرف أين محطته القادمة و متى يصلها؟ وهل لديه الوقود الكافي؟
ليس قائد الطائرة وحده، بل حتى الركاب، هل يمكن تصور أن يركبوا طائرة لا يعلمون وجهتها؟ ويقولون نحن نثق في الكابتن ولا داعي أن نعرف الى أين يطير؟
يحيرني للغاية أن السؤال عن خطة الحكومة أصبح أقرب للتهمة؛ بل للكفر وكأنه سؤال عن متى تقوم الانتخابات.. والعياذ بالله..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى