منوعات

مبارك أردول يحتفل بذكري ميلاده بطريقة خاصة

احتفل المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة مبارك أردول بذكري ميلاده ٣٩ بطريقته الخاصة حيث كتب على صفحته على فيسبوك قائلا

في ذكرى مولدي ال(39) نتلمس الطريق نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

العالم وشعوبه عادوا لا يتقبلون الحكم إلا بالتوافق والتراضي والغلبة لصوت الأكثرية الحقيقية، لقد ودعنا حكم الصفوة والنخبة ولا عادت هي مسيطرة على الحياة السياسية أو الاقتصادية إلا في بؤر محدودة، نحن نستشرف بل نعيش عصر الجماهير المشاركة في اتخاذ القرار.

فلينظر من يتشكك في ذلك إلى الصراعات من حولنا في شعوب العالم ودولها، كل هذه الصراعات تدور حول من يتخذ القرار السياسي ومن يتحكم في مفاصل الاقتصاد، ومن هم متخذوه ومن هم المؤثرون في اتخاذه ومن هم البطانة الحاضنة لبيئة اتخاذ القرار؟ فالمهمشين ( Marginalised) عندي هم من استبعدوا عن دوائر إتخاذ القرار السياسي وكذلك الاقتراب في مفاصل المال والاقتصاد، فليسوا هم بعرقية او لونية او جهوية او طائفة دينية، فقد تكون هذه أسباب دفعت المتحكمين للقيام بفعل التهميش.

أصبح صبح العالم إما أن نقبل التعايش ونرتضي بمعادلة وإرادة الأغلبية وضمان حقوق الآخرين الأساسية أو ننتفي من الوجود أو نقلل تواجدنا ونفقد بعضنا بعضاً.

الاقتصاد السياسي للتغيير (The Political Economy of Regime Change) في بلادنا يقول إن له ثلاثة أوجه سياسي واقتصادي واجتماعي، فليس من المقبول الارتضاء بالوجه الأول وتجاهل الثاني والثالث، فدخول طبقة سياسية حاكمة جديدة (New Political and Ruling Class) يتبعه ميلاد شريحة ورأسمال جديد في السوق وانعكاس مباشر على حياة الجماهير المشاركة في الثورة في وضعها الاجتماعي من حيث حصولها على كل الذي حرمت منه قبل التغيير ودون تسويف او تأخير، ولن يفلح من يحاول حجب الأوجه الأخرى للتغيير أو محاولة تغطيتها بفهلوة للحفاظ على الأوضاع القديمة بامتيازاتها.

بدأ الجسم يظهر تناقصه بشكل ملحوظ وبدأ العقل يشهد ثباته وارتكازه والتفكير تغيرت وجهاته وأهدافه نحو خدمة الناس وتقديم الخطاب الذي يجد الفقراء والمهمشون والمحرومون حقوقهم وأنفسهم فيه ويأملون في تفكيكه لواقع.

لقد تنقلت من البحر إلى البحر من جوهانسبيرج إلى برلين ولكن لم ينسِني ذلك عشق بلادي، لم يبهرني جمال المدن وشواهق بنياتها ولكن أصابتني الغيرة أن بيتنا السودان ليس مثلهم، لقد عشت في بيت عامل وعاملة من بسطاء الناس ظل همي طوال عمري إسعادهم ورفعتهم، ومع تقدم العمر انتقل همي الآن إلى الوطن الكبير فالسودان اليوم بين أقرانه من الدول أصبح مثل منزل والدي (الجميل المهذب ذو الحياء عبدالرحمن ووالدتي (دينة) خميسة) وسط الحي والمدينة عندما نشأت، فكل لوح زنك كان يستحقه بيتنا وكل عود (مرق) أخذناه إليه وكل باقة زهر كان ليزين بيتنا، حفرنا وبنينا وسقينا فيه الأشجار إلى أن صار بيتاً، وسوداننا الذي نسعى إلى بنائه لا يقل شأناً من بيت عبدالرحمن.

جسد السودان في لحظتي هذه المقر الذي كلفني به رئيس وزراء حكومة الثورة فجعلته يليق بعراقة وطننا وحضارته الضاربة في الجذور، همي كان إخراج هذه الشركة من وسط البيوت والحي السكني وإراحة الجيران من تحملهم لتواجدنا سنيناً بينهم، انبهرت بمدينة دبي وكيف عمل أهلها لصناعتها وإعمار الصحراء الجرداء وتحويلها لدرة تعد قبلة سياحية وتجارية في العالم، ظل بناء السودان على هذا النسق هو أكثر حلم سيراودني طالما بقينا في هذه الحياة، ولمَ لا ؟ فالسودان ملك لنا نحن مواطنوه والمالك معمر.

لأول مرة تمر ذكرى مولدي في غياب والدي غياباً أبدياً، فوفاؤنا له بحب الناس وفعل الخير سيستمر ..ألا رحمك الخالق يا أبي وأسكنك علياء جنانه، في هذا اليوم أيضاً تحدثت مع أمي وسمعت صوتها كما سمعته قبل 39 عاماً فهي تجمع بين قوة الشخصية وتصميم الإرادة وكذلك حنية الأم ومودتها، لم تبخل علينا بشئ فخرها وسط مجتمعها كان بتقدمنا في العلوم والدروس، متعك الله بالصحة والعافية.

أسرتي الصغيرة زوجتي وبنتي وأبنائي احتفالكم بمولدي وهداياكم الصغيرة تسوى عندي الكثير، فالاحتفاء أعظم اعتبار في هذه الحياة.

أصدقائي ورفاقي مازال الطريق أمامنا مفتوحا نحو تحقيق مشروعنا لكسر مركز التحكم في القرار السياسي ونقله من حيز الصفوة الي فضاء الجماهير، ومن أجل إتاحة منافع عادلة في الاقتصاد والمال والسوق، ولذلك والكثير سوف تجدونني في الامام ليست تقدما بل تصديا واقداما.

مبارك أردول
15 يوليو 2021م.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى