مقالات

سهير عبدالرحيم تكتب : رحلة الولايات.. عطبرة (3_3)

    

kalfelasoar76@hotmail.com

كُنت حريصة جداً أن أتلمّس نبض الشارع، وألتقط تفاصيل المُواطنين، وأقف على رأيهم إزاء أداء الوالي آمنة مكي .

لم اعتمد كثيراً على بعض الأجواء الرسمية التي أحاطت بالزيارة، بل كنت أرصد المُشاهدات والإيماءات وهمهمات الشارع .

مُواطن عطبرة وبصفة عامة مواطن نهر النيل، غير راضٍ عن أداء الوالي آمنة المكي، صوت الشارع يعلو بغضب كبير عن قيامها بسحب الخط الساخن للكهرباء والذي كان مُخصّصاً لوزارة التربية والتعليم عن سحبها له وتحويله لمنزلها بتكلفة تجاوزت مبلغ (١٧ مليار جنيه) .

الأدهى والأنكى ليس تحويل الخط لمنزلها فقط، وإنما مرور الخط نفسه بجانب مستشفى الدامر دون أن يسحب منه للمستشفى…؟؟

بمعنى أن غرفة العمليات والعنبر والطواريء تكون مظلمة ومنقطعه عنها الكهرباء، في حين أن مطبخ الوالي وصالون منزلها مُضاء…!!

أهالي الدامر والذين يعتصمون هذه الأيام على بُعد ٢٠٠ متر أمام منزلها، شكوا لها ولطوب الأرض من الإدارة السيئة لمستشفى المنطقة والذي تم بناؤه بالجهد الشعبي، الوالي اجتمعت بأهالي الدامر وقالت لهم بالحرف الواحد (أبيت)…!!

حقاً لا أدري أي لغة تلك التي يُمكن لوالي أن يخاطب بها رعاياه، مصيبة أهل الدامر لم تكن في كلمة (أبيت) فقط؛ وإنما كانت في حسرتهم على السيدة التي خرجوا لمُناصرتها ومُؤازرتها ودعمها حين لفظها الكثير من مُواطني شندي .

آمنة المكي يبدو أنّ أسهم شعبيتها ماضيةٌ في الانحسار، وذاك بسبب الجدار الذي قامت ببنيانه بينها ومواطن نهر النيل…!!

مشاكل الولاية واضحة بيِّنة ولا تحتاج إلى كثير حصافة لتدرك أن قطار التنمية لم يمر من هنالك.. وإن حالة من الإهمال الحكومي تضرب المؤسسات، لم أجد مبنىً نظيفاً جداً من الداخل مثل إستاد عطبرة .

المدخل والممرات والمستطيل الأخضر والكشافات والمقصورة كل شيء نظيف ومُرتّب، بل يفوق نظافة إستاد الخرطوم، وربما يعود السبب إلى الجمهور الراقي الذي كان موجوداً بالإستاد، جمهور واعٍ وخلوق ومُتحضِّر.

أعود الى ابنة المكي وأقول إنّ حالة السخط العام في نهر النيل والاحتقان في عطبرة قد يُولد شرارة وانفجاراً في أي وقت…!!

لقد شددنا أزر ابنة المكي في بداية تنصيبها، وكنا نعتقد أنّ التنمية وراحة المواطن أولوية لديها، أما وإنها قد غادرت نبض الشارع فقد وجب إرجاعها لجادة الصواب .

همسة في أُذن الوالي… إن إنسان ولاية نهر النيل لا يملك ثمناً أغلى من عزة نفسه واعتزازه بالانتماء إلى نهر النيل فلا تختبري صبره أكثر…!!

خارج السور :
خط ساخن لمنزل الوالي، والأساتذة تنقطع عنهم الكهرباء في أعمال الكنترول…!!!

نقلاً عن الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى