مقالات

من أعلي المنصة – ياسر الفادني – ترك سواها!

الخرطوم الرأي السوداني

الخطوة التي إتخذها الزعيم القبلي محمد الأمين ترك ناظر عموم الهدندوة بشرق السودان والتي أعلنها جهارا ونهارا قبل أن يفعلها ، لعل هذا الرجل أرسل عدة رسائل للحكومة قبل ٣٠ يونيو مطالبا ببعض الإصلاحات في الشرق ، ترك شارك بعدد من منسوبيه في مليونية ٣٠ يونيو بالخرطوم وحدث لهم ما حدث لغيرهم من قمع بالغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة أثناء تحرك مجموعته للقصر الجمهوري بل تم إعتقال عددا من منسوبيه وزج بهم في الحراسات وقد حذر ترك من هذه الخطوة من قبل ، القمع والاعتقال أثار فيه كوامن عدم الرضاء والسخط علي الحكومة فقرر (قفل بلف) الشرق مع سبق الإصرار، قفل العقبة أمام حركة مرور السيارات بلا شك هي خطوة اتخذها هذا الرجل كإجراء تصعيدي ورسالة لمن في الخرطوم أنه موجود ويمكن أن يكون (خميرة عكننة) للحاكمين ، بلا شك أن التصعيد سوف يكون له عواقب وخيمة علي حركة الصادر والوارد وله عواقب سالبة علي حركة الاقتصاد في هذه البلاد

المشهد السياسي في هذه البلاد يبدو أنه سيشتد في أطراف البلاد فغرب السودان يشكو من الانفلات الأمني والاحتراب القبلي الذي كلما تخبوا ناره تستعر مرة أخري والنتيجة ارواح تزهق وابرياء يموتون بلا أسباب ، الشرق الآن فيه تصعيد قبلي عنيف ضد الحكومة وهذا يؤثر سلبا علي المشهد السياسي لهذه البلاد، شرق السودان منطقة واسعة تمتد من ولاية القضارف وتشمل كسلا والبحر الأحمر وبعض المساحات في البطانة ونهر النيل وبلا شك هذا الاقليم فيه ثروات وخيرات تدعم اقتصاد البلاد بنسبة عالية لذا لابد لهذا الإقليم أن يأخذ حقه في السلطة والثروة لاهميته في خارطة الوطن التاريخية والسياسية …

ما أخشاه أن تتبني الحكومة خط المواجهة العنيفة في الشرق كما فعلت في الخرطوم فالشرق ليس ميدان شروني ولا شارع القصر ولا ميدان جاكسون المشهد يختلف و المكان يختلف والناس تختلف والواقع يختلف وطريقة التصعيد تختلف ، إذن أي مواجهة عنيفة مع الناظر ترك وأتباعه تخلف نتائج عكسية سالبة وهجمة مرتدة قوية ترتد في مرمي الحكومة مخلفة هدفا قويا في مرماها …

يجب علي الطرفين أن يضعا (الكرة واطة) ويسمع ماعند الناظر من مطالب وكيف يمكن تلبيتها؟ لأن الناظر يتحدث بإسم قبيلة كبري في الشرق انضمت إلي ركبها عددا من القبائل الأخري ، وعلي الحكومة ألا (تسردب ) وتترك الأمر هكذا لأن قفل الطريق يعني الخسارة الكبري ويعني تعطيل مسيرة الاقتصاد الوطني،ويجب علي الحكومة أن تعطي هذا الرجل وزنه ووضعه الذي يستحقه في الواقع السياسي والاجتماعي

ترك سواها فهل يخشي عقباها ؟ سؤال يطرح وتجاوب عليه الأيام القادمة….. فكفانا صراعا وكفانا إقصاءا وكفانا تهميشا فهذا البلاد للجميع فيجب أن نسمع الرأي الآخر وندرسه وإن لم نسمعه ونضع أصابعنا في اذاننا حذر السماع…. سوف يحدث السخط ويحدث الغضب ويحدث مالا يحمد عقباه …اللهم إني قد بلغت فاشهد….

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى