التباين القبلي والتشاحنات التي تحدث بين الحين والآخر ازهقت كثيرا من الأرواح البرئية ومزقت النسيج الاجتماعي بين المجتمعات التي كانت تسودها المحبة وروح التسامح والتصافي.
وأثر تسييس القبائل وحالات الاستقطاب السياسي الحاد وسط القبائل في فتق النسيج الاجتماعي فتفرقت القبيلة وتحزبت وأصبحت خشوم بيوت فتوسع الصراع بين القبيلة نفسها والقبيلة والقبيلة الاخري مما هدد ذلك حياة المجتمعات السكانية والأمن الوطني وتعطلت التنمية واتساع رقعة الفقر وانتشار السلاح فأصبح الناس يموتون لاتفة الأسباب وبلا أسباب احيانا.
تفشت روح العنصرية والقبلية بين المجتمعات واصبح الموت واحدا من السمات التي تهيمن على تلك المجموعات السكانية فغاب الضمير الإنساني وتخلفت المجتمعات واصبح الناس يتقاتلون فيما بينهم ناسيين حرمة إراقة الدماء وقتل النفس.
وإزاء ما ظل يحدث واصبح ينتشر كتفشى النار في الهشيم فظهر العقلاء في محاولة لبتر السرطان الذي بدأ يتفشي في جسد القبائل وطرحوا مبادرات عديدة للتسامح والتصالح القبلي والسلام المجتمعي.
تلك المبادرات المطروحة الان تواجه تحديات كبيرة مما يضعها أمام مسؤولية وطنية كبيرة في جعل التعايش السلمي والسلام المجتمعي روحا تمشي بين كافة المكونات الاجتماعية لوقف نزيف الدماء ونشر ثقافة التعايش ومبدأ قبول الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية الذي تفشي مثل الفيروس الذي تقوده رياح عاتية.
والمسؤولية الكبري لأصحاب تلك المبادرات تتمثل في توحيدها في مبادرة واحدة لتكون وثيقة وطنية يتواثق عليها الجميع من خلال مؤتمر جامع لتلك المبادرات وتوزيعها على كافة المكونات المجتمعية في السودان لتصبح دستورا شعبيا جاء من المجتمعات نفسها وان تكون هذه المبادرات بذرة طيبة لنشر ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر حفاظا الأمن والسلام الاجتماعي.
ودمتم
فاطمة الدود