الراى السودانى
(1 )
قبل عدة اسابيع دارت معركة كبيرة في منطقة الردوم حيث يزرع اجود انواع البنقو بين رجال الشرطة وتجار ذلك الصنف استشهد فيها 14 جنديا من قوة بوليس السودان الاشاوس. وهذه معركة واقعية لا تقل شراسة عن تلك نراها في افلام الاكشن وكان ينبغي أن تكون صور هؤلاء الشهداء معلقة في كل الواجهات والوسائط الاعلامية ولكنه السودان حيث الجحود في اسمى معانيه. في الثالث من يونيو رصاصة غادرة اخترقت جسد الشرطي عثمان حسين والذي كان ضمن القوة التي تحرس ذلك الموكب من المتفلتين فصعدت روحه لبارئها لينعم الشعب السوداني بحرية التعبير ولكنه لم يعامل معاملة شهداء مسيرة الثورة المدنيين، انه التطفيف السوداني والكيل بمكيالين.
(2 )
قضية الدكتور مجدي قتيل العمارات مع والدته هزت اركان المجتمع العاصمي ماهي الا ايام قليلة الا واستطاعت مباحث شرطة السودان أن تجيب خبر الفاعلين حيث ضبط احدهما في الضعين في عملية ترقى الي تلك التي سمعناها في سجلات اسكوتلانديارد ولكننا في السودان فقراء درامياً مثلما اننا فقراء في الواقع . في مدرسة من مدارس الصحافة وفي امتحانات الاساس الاخيرة سقط احد التلاميذ في بئر السايفون فعم الصراخ المكان فما كان من الجندي الذي يقوم بتأمين الامتحانات، الفاتح محجوب كنو، الا و انبرى لإنقاذ الصبي فخلع ملابسه وناول الولد العالق القاش ليشكل له طوق حماية، فكانت اسرع عملية انقاذ يشهدها الحضور. وهناك الكثير من قصص الانقاذ التي قامت بها شرطة السودان كقصة الفتيات الثلاث والاطفال حديثي الولادة المراد التخلص منهم وبالطبع الذي لا يصل الى اجهزة الاعلام أضعاف مضاعفة.
(3 )
بالطبع سينط لي واحد شناف ومبخساتي قائلا “ماهم ناس بتأدي في واجبها لزوم الرصد والجمع والشكر شنو ؟” قبل أن اجيبه اسأله “البلد دي منو الفيها بيأدي واجبه هذه الايام؟ لاشك انها جهات قلة هي التي تقوم بأداء واجبها في زمن التسيب هذا” . ثم ثانيا الم يكن في مقدور شهداء الردوم أن يدخلوا في صفقة تغنيهم الى جنا الجنا مع تجار السوء؟ من كان يحرسهم الجندي الشهيد عثمان حسين اليسوا هم الذين كانوا يهتفون (كنداكة جا بوليس جرى )؟ الا يحق لنا أن نشيد بتساميه؟ وهل كان الجندي كنو يحرس الامتحانات ام الممتحنين؟ هل كنا سنلومه لو وقف متفرجا مع المتفرجين؟ فمن اين جاءه الاحساس بأنه المسؤول عن حياة هذا الطفل؟ انها اعراف وتقاليد هذه المؤسسة العريقة اما فك طلاسم الجرائم المعقدة والتي اصبحت قضية رأي وغيرها من الجرائم اليومية فانه يعطي المواطن العادي الاحساس انه يعيش في دولة توفر له حق الأمن ليؤدي واجب المواطنة.
(4 )
ونحن في مقام الشكر والتقدير لمؤسسة البوليس العريقة والتي يتعاظم دورها يوما بعد يوم لابد من مناشدة المواطن ليقوم بدوره الأمني فالأمن مسؤولية الجميع ولا يمكن للدولة أن توفر شرطيا لكل مواطن فمن غير المعقول أن يتفرج المواطن على اعمال الخطف والسلب التي تجري امامه ولا يهب لنجدة الضحية؟ لماذا اختفت قيم المروءة والنجدة لدى المواطن السوداني؟ ادارة الاعلام والعلاقات العامة في الشرطة والتي نشهد بأنها تسعى جاهدة لتمتين الشراكة بين المواطن والشرطة ونشهد لها بتعاطيها الايجابي مع اجهزة الاعلام نرجو منها أن تسعى لفك لغز سلبية المواطن وتقاعسه عن اداء دوره الأمني بطرحها للرأي العام .اما سياسات الحكومة الحالية تجاه مؤسسة الشرطة فلنا معها وقفة إن شاء الله.