الراى السودانى
دائماً ما أحدث بعض من أصدقائي من قحت وممن هم في قمة السلطة عن القيمة الناقصة التي تؤديها لجنة تفكيك النظام خصماً علي رصيد الثورة ، وأشكر لهولاء الإخوة حسن الاستماع رغم أني أجد أحياناً غلظة في مخاطبتي لهم ، وواضح جداً أن قحت فقدت فرصتها التاريخية بعد أن أستبدلت هوي الثورة بهواها الخاص ، والذي هو خير بالذي هو أدني وجاءت ببدعة لجنة تفكيك النظام السابق ، وحكمت الناس بقضاء سياسي كامل الدسم ، وستظل أحكام هذه اللجنة وبالاً وقيمة منقوصة وباطلة حتي وإن حُلت هذه اللجنة اليوم ، لأنه لا محال سيأتي الوقت الذي تكتمل فيه مؤسسات الدولة وترد الحقوق الي أهلها كاملة غير منقوصة ، وربما بقيمة مضافة عبارة عن تعويض وجبر للكسر والخواطر ، وهكذا فعلنا في الإنقاذ ، فما تقوم به هذه اللجنة عبارة عن تظاهرة سياسية فارغة من المحتوي والمضمون ضررها اكبر من نفعها ، وقد حدثني صديق عزيز من مفكري ومفجري هذه الثورة أنه بدأ يشك في أن هذه اللجنة صنيعة للدولة العميقة فرع الأجهزة الأمنية القديمة والتي لازالت تعمل من الداخل لإسقاط الثورة وإعادة القديم ، ودلل صديقي لقوله هذا بأن هذه اللجنة تقوم بعمل صبياني ساذج ضرب الثورة في مقتل و يصب لصالح المعارضين ٠
وأذكر أنه حين بداية الإنقاذ كنت مسئولاً تنظيمياً في الإقليم الشرقي بكسلا وكنت من الناقمين علي أهلنا المراغنة بسبب تربيتي اليسارية في بداية تكويني السياسي واستوي التكوين علي سوقه بعد إنتمائي للحركة الإسلامية فازدادت النقمة ، وها أنا أقدم اعتذاري للسادة المراغنة ولهذة المدرسة الصوفية الجميلة والراقية والتي لولاها ورغم النواقص التي تعتري البشر لكان أهلي الشايقية بالذات لازالوا في غيهم يعمهون ٠
المهم كنت حينها من المطالبين بلا وعي لمصادرة اراضي السادة المراغنة بشرق السودان وذهبت الي الخرطوم بمذكرة ضافية صاغها معي من المؤيدين لهذه الفكرة عدد من الاخوان القانونيين ، وبالفعل استجابت الانقاذ لمذكرتي وتم النزع بلا تفكير كثير ولكنها عادت لاهلها اضعافاً كثيرة بعد عودة الوعي ، فاعتبروا يا أولي الابصار ٠
( يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ)
مبارك الكوده