ما نواجه في مسار حياتنا انعطافات تضطرنا إلى الوقوف لاتخاذ قرار أو صنع اختيار، غير مدركين الفرق بين الاختيار والقرار، قد تكون الفطرة هي ما تقودنا أحياناً، وقد تكون التجربة والخطأ هي ما يفرض علينا هذا الاختيار أو ذاك القرار أحيانا أخرى، فما هو الفرق بين الاختيار والقرار؟
الاختيار في لسان العرب لابن منظور، هو الاصطفاء، وخيرته بين شئين أي فوضت له الخيار، وتخير الشئ اختاره، أما في المعجم الوجيز، الخِيَارُ طلب خير الأمرين.
وفي معجم المعاني ذكر أن القرار: الرأي يمضيه من يملك إمضاءهُ، أمر يصدر عن صاحب النفوذ.
وبصفة عامة يكون الاختيار أشمل وأعم، يندرج تحته عدد من القرارات، كاختيار دراسة معينة مثلاً، أكون بذلك قد اخترت التوجه الذي يلزم لتحقيقه عدد من القرارات، وقد يكون الاختيار على مستوى الفرد أو الجماعة، بل على مستوى الدولة، فخيار التنمية مثلاً هو تحديد لتوجه الدولة التي يندرج تحتها عشرات القرارات التي تضمن تحقيق هذا التوجه. وكثيرًا ما نسمع في وسائل الإعلام عن تبنى دولة ما “للخيار الاستراتيجي” في توجه معين، والقرارات التي تضمن تحقيق هذا الاختيار. وللاختيار آثار قد تمتد لفترة طويلة من الزمن، على عكس القرار الذي يكون تأثيره لفترة زمنية محددة.
والقرار هو لمواجهة حالة يتعرض لها الفرد تستلزم منه التصرف حيالها، وغالبا ما يكون منفردًا، لا تتبعه في العادة قرارات أخرى، وإنما ترتيبات تضمن نجاح القرار، فقرار السفر مثلًا، هو قرار منفرد وحيد، وكل ما يتبعه يحسب في خانة الترتيبات.
وقد يسبق القرار الاختيار، فقرار الزواج يتبعه اختيار الزوجة.
فالاختيار والقرار متلازمان قد يسبق أحدهما الأخر، ومرتبطان بشكل يجعلهما وجهان لعملة واحدة.
وسواء صنعنا اختيارا أم قرارا علينا أن نتحمل تبعات هذا الاختيار أو ذاك القرار برضا نفس وطيب خاطر، لأننا من اختار وقرر، وهو ما يستلزم منا تناول الأمور بشئ من التعقل والدراسة الجيدة لاختياراتنا أو قراراتنا، وتخيل تطبيقها، وما قد يترتب عليها من نتائج، بصورة مسبقة، ومحاولة التنبؤ بسلبياتها وايجابياتها قبل تنفيذها.
وللاختيار أثار قد تمتد لفترة طويلة من الزمن، على عكس القرار الذي يكون تأثيره لفترة زمنية محددة. لذا وجب علينا التنبه إلى أفعالنا، سواء اختيار أم قرار.