الراى السودانى
يحكي…. أن قطا….. ظل يتخفي كل يوم وينتظر خروج الفئران من جحورها لتاكل من خشاش الارض، هذه الفئران التي عندما تكون منهمكة ومشغولة بما تقتات وغافلة يهاجمها القط حين غرة ويقتنص منها إثنين ، الأول يعطله حتي يموت ! والثاني يمسك به….. وطبعا (دا الله قال بقولوا) !… لحسم هذا الأمر….عقدت كتلة الفئران اجتماعا مطولا وخرجت بمخرج واحد من هذا الاجتماع… وهو وضع آلية لإنذار مبكر تعرف به أن القط قادم عليهم للفتك ببعضهم ، ويتحسبون لذلك سريعا ، اتفقوا علي شراء جرس ووضعه في قلادة وتعليقه علي رقبة القط كإنذار مبكر للتحسب وتفويت الفرصة علي (الكديس) ! ، كانت فكرة…. لكنهم لم يستطيعوا تنفيذها لصعوبتها ويبدو أنها تحتاج لفأر انتحاري من فئران دولة داعش! ، ظل القط يواصل في جريمة الإبادة الجماعية المنظمة للفئران….. وكل يوم تدق سرادق العزاء حزنا علي فقيد او فقيدين عزيزين لديهم ….
هذه القصة تذكرني بوضع الحكومة الآن وفجائية قراراتها بالذات ماتم في زيادة أسعار الوقود التي حدثت فجأة بدون سماع جرس الإنذار ولعل الفرق هنا واضح !… قط الفئران غالبا ما تكون ضحيته فار أو فأرين كل يوم ، لكننا الآن نحن نشكو من قط أسود له مواء غريب إن سمعت به ( الغنماية تطرح جناها )….. وإن مر علي أذن الحمار….. (جفل) واوقع من يركبه ، قط أسود اللون ، عيونه عسلية من يتعرف عليه أن يلقمه حجرا كبيرا او حجرين وذلك أضعف الإيمان!…. القط الذي أقصده ضحيته شعب كامل هذا الشعب الذي صار وضع جرس في رقبة هذا القط ضربا من المستحيل ،قط رقبته امتلأت شحما حتي صار أغم القفا… وعنقرتو (السيف مايدليها ) !..
زيدني سعرا….زيديني ! ….زيديني ألما زيديني…. هذه ليست كلمات الشاعر نزار قباني !… وليست اغنية يغنيها قيصر الغناء العربي كاظم الساهر لا وألف لا، هي كلمات المواطن السوداني المغلوب علي أمره وهي اغنية ظل يرددها ( الجنقو)…. المعذبون في أرض السودان بلحن حزين وموسيقى من دموع وحسرة ، أغنية تم تأليفها للحكومة الإنتقالية ذما لا مدحا ، أغنية ملكيتها الفكرية حصرية لهذا الشعب الذي ظل دوما يحتار في أمره وأمر من يحكمونه، هذه الحكومة التي صيرت البلاد (عصيدة وملاحا في الريف) !،هذه الحكومة التي رمتنا اذلاء أمام الدول الاخري التي وضعتنا في مصاف الدول التي تردد دوما وبصوت محشرج (لله يامحسنين )….. !
ماتم من زيادة في أسعار الوقود من قبل السلطات ، تعني مزيدا من المعاناة ، مزيدا من الألم والحمي التي زارتنا منذ سنتين كاملتين بل تزيد ، هذه الحمي التي ليس لها حياء….. كما قال المتنبي منشدا :
أقمت بأرض مصر فلا ورائي… تخب بي المطى ولا أمامي
وزائر تي كأن بها حياء… فليس تزور إلا في الظلام…
،زيادة الوقود تعني الزيادة المخيفة في أسعار كل شييء وتعني( تتطليع) مزيد من زيت الشعب الذي وصل مرحلة ( الحركرك) !… فلك الله يا شعب بلادي…. ولك الله ياايها الوطن الجريح …… ولا نقول إلا :
القلب يبكي ويتحرق… والعين تدمع وجفت المقل….. وإنا لفراقك أيها الوطن العزيز لمحزونون .