الراى السودانى
رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة
ليلة الثلاثين من رمضان شهدت أحداثاً مؤسفة أزهقت فيها أرواح بريئة نسأل الله لها المغفرة ولذويها الصبر والسلوان، سار الركبان بهذا الخبر وغضوا الطرف عن الإساءة الكبيرة للقوات المسلحة فقد شتم الأفراد في أعراضهم بأسوأ أنواع الشتيمة وحصبوا بالحجارة حتى سالت الدماء وجرحت الرؤوس والأبدان فتم إسعافهم إلى السلاح الطبي منهم ضابط و15 فرداً تطالعون صورهم في هذه الإصدارة، بل الأدهى والأمر وجد في مسرح الأحداث أعيرة نارية وقد أصيب أحد أفراد القوات المسلحة بعيار ناري.
أحداث ليلة الثلاثين من رمضان اُستغلت من جهات معادية خططت ورتبت لها واستغلتها أسوأ استغلال مستخدمة منابر إعلامية حكومية فتحت لها أبوابها وقالت لها هَيْتَ لك وأصبحت تنفث سمومها في جسد القوات المسلحة الطاهر ولم تتطرق لما حدث لأفراد القوات المسلحة. بل ولم تهتم بما حصل للأرواح التي أزهقت لمنسوبي الشرطة “شهداء الواجب” قبل أيام قليلة .
إن الأفراد السبعة قيد التحري والسيد القائد العام صرح أن تسليمهم لا يعني إدانتهم، ونسبة لأن أطراف القضية مدنيون لابد أن تتولى النيابة التحري وفقاً للمادة 85 من قانون القوات المسلحة 2007م تعديل 2019م والمنشور القضائي رقم 1 لسنة 2018م الذي ينظم عملية تسليم الأفراد والتحري معهم إذ تقوم الشرطة بتسليمهم بخطاب لوحداتهم للتحفظ عليهم لحين إكمال التحري تمهيداً لعرضهم للقضاء والآن هم قيد التحفظ في السجن الحربي، فسار المرجفون فرحاً بهذا الإجراء وأشاعوا أن القوات المسلحة تقوم بتسليم منسوبيها ولا تدافع عنهم وهو قول مردود عليهم.
القوات المسلحة مؤسسة يحكمها القانون وتمسك بتلابيبه وتطبقه على الجميع بدون استثناء و تقوم بهذا الأمر لأنها تثق في القضاء السوداني . الذي ظل عبر تاريخه الطويل ناصراً للعدالة والمظلومين.
القوات المسلحة مجتمع كغيرها فيه كل أطياف البشر وأفرادها ليس بمعصم عن الزلل والخطأ وقانونها رادع ينال كل من تسول له نفس خرق قانونها ويسعى لنشر الفوضى، ولن تترك القوات المسلحة أفرادها لقمة سائغة تتناولهم ألسنة المرجفين بألسنة حداد لا تخشى في الله إلاً ولا ذمة.
لقد صاغت القوات المسلحة تاريخها معنًى وفهماً عميقاً للتجرد والفداء فقولها يُسمع وصوتها يُهاب وستظل قنديل التضحية الذي يُستغرق إشعاله آلاف السنين.