الراى السودانى
تحقيق : عمران الجميعابي
تصوير: الريح جكسا
ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة ارتبط اسمها بالجمال عبر لافتة منصوبة عند مدخلها تدعو الناس للابتسامة (ابتسم أنت في ودمدني عاصمة الجمال)، ولكن لم تعد تملك من الجمال إلا الاسم فقط، فالمشاهد المألوفة هناك انتشار النفايات في كل مكان في صورة مشوهة لكل شيء جميل هذا جانب والجانب الآخر يتعلق بصحة الناس وأصبح الأمر يهدد بكارثة بيئية وصحية خصوصاً مع هطول الأمطار التي أدت إلى اختلاطها بالنفايات التي أفرزت توالد البعوض والذباب وعدد من الحشرات الأخرى وهي كفيلة بنقل حزمة من الأمراض والأوبئة إضافة إلى إفراز روائح كريهة كريهة جداً وهنا يحق أن يتم نصب لافتة ويكتب عليها (أغلق أنفك أنت في ود مدني )..
صور وبراهين
والصور التي وثقتها عدسة (السوداني) لا تكذب ولا تتجمل الكذب للواقع البيئي المزري والمتردي بحاضرة ولاية الجزيرة والأمر والأخطر في التخلص العشوائي من النفايات عبر الحرق بالقرب من الناس لعدم وجود مكب للتخلص الآمن من النفايات منذ مايو في العام 2019 م في ممارسة خطيرة عواقبها خطر الإصابة بمشاكل صحية على المدى القصير والبعيد ما يتطلب التزام حكومة الولاية بالقانون في حماية صحة المواطنين.
مشاهد مألوفة
أكوام النفايات وتكدسها وانتشار (الكوش) وسط الأحياء والأسواق ووجودها (تتوهط) الطرق أصبحت من المشاهد المألوفة بودمدني تكررت بموجبها الشكاوي من المواطنين بمرارة لـ(السوداني) خلال جولة عريضة لبعض الأحياء والأسواق بودمدني.
وأكد المواطن محمد عوض أبو الدو لـ(السوداني) وجود حالة من الاستياء والغضب بين المواطنين بسبب تدهور الوضع البيئي بمدينة ودمدني وانتشار أكوام النفايات في الشوارع والأحياء بسبب تلكؤ هيئة نظافة ولاية الجزيرة في القيام بدورها بعدم مرور عربة النفايات للأحياء لعدد من الأسابيع، وأضاف أن انتشار النفايات وعدم الاهتمام بشبكة المياه وصيانتها إضافة إلى هطول الأمطار كلها أسباب تزيد من فرص انتشار حالات الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض والأوبئة.
ولفت المواطن إلى ضعف الوعي المجتمعي الذي يؤكد ضرورة النظافة والإسهام في نظافة الأحياء ووضع النفايات في أماكن محددة تسهل عملية نقلها وحذر ابو الدو من حدوث كارثة بيئية وصحية كبيرة في مدني في حال لم تحل مشكلة النفايات المتعلقة في إيجاد مكب آمن للتخلص من النفايات بعيداً عن الأماكن السكنية وزيادة عربات نقل النفايات وصيانة المعطل منها.
مناظر مشوهة
قضية تكدس وتراكم النفايات أصبحت لا تقل أهمية عن تناولها باستمرار وسط المواطنين جنباً إلى جنب مع قضايا المعاناة في معاش الناس، وأوضحت المواطنة هنادي إبراهيم من حي عووضة لـ(السوداني) إن تكدس النفايات باتت تشكل هاجساً كبيراً لمواطني الحي، وقالت إن عربات النفايات أصبحت لا تمر بالحي والمواطنون يضعون النفايات في الشوارع وأصبح تراكمها مزعجاً كما إنها شوهت المظهر العام، وطالبت بضرورة إيجاد حلول سريعة ورفع النفايات من الشوارع قبل انتشار الأمراض مع بداية هطول الأمطار.
الكوش تتوهط
عدم وجود مكب للتخلص من النفايات وعدم مرور عربات النظافة بانتظام على الأحياء أدى إلى انتشار (الكوش) بالأحياء. وأشار الصادق عثمان إلى أن عدم مرور عربات النفايات بالأحياء دفع المواطنين إلى رمي النفايات في أماكن خالية تعرف بالكوش ويتم إحراق أكوام النفايات المتناثرة في الأحياء للتخلص منها خوفاً من انتشار الأمراض والحشرات. وأضاف أيضاً هناك شكاوى من إحراق النفايات بالكوش قرب المنازل ولم يجد الجيران حلاً غير الحرق وقال إن الحل يخنقنا فالأدخنة تدخل إلى المنزل حتى لو تم إغلاق الأبواب والشبابيك وناشد حكومة الولاية بالعمل على حل هذه المشكلة.
السوق يغرق
الوضع البيئي في الأسواق لا يختلف كثيراً عن الوضع في الأحياء بل أسوأ بكثير بالرغم من رصدنا لحركة عربات النظافة فالوضع بالسوق الكبير ينذر بكارثة من خلال غرقه بأكوام النفايات قرب الخضروات والفواكه ومواقف المواصلات فيم تظل تتخوف من غرق السوق بمياه الأمطار بسبب إغلاق مجاري التصريف بالنفايات.
ورصدت عدسة (السوداني) إغلاق تام لأبرز مجرى تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي بالسوق الكبير المجرى شرق مستشفى الأسنان وصيدلية البلد جنوب الموقف العام، فهذا المصرف مغلق تماماً بالنفايات لدرجة إفرازه لروائح كريهة جداً، وقال التاجر الجيلي إبراهيم لـ(السوداني) إن وضع النفايات وتكدسها أمر مزر ومؤسف أمام مأكل ومشرب الناس بالرغم من التزام التجار بالتحصيل أول بأول إلا أن هناك تقصيراً من هيئة نظافة وتطوير ولاية الجزيرة في القيام بواجبها وأشار إلى أن الأمر الأخطر هو غرق السوق ليس بسبب تلال النفايات وحسب وإنما بمياه الأمطار بسبب إغلاق مجاري التصريف بالنفايات وأقر بأن هناك سلوكاً مضراً لبعض التجار برمي النفايات بالمجاري، وقال إن المشكلة مشتركة وحتى يتحقق شعار الاستعداد المبكر للخريف لا بد من تنظيم نفرة كبرى لتطهير المجاري من الحشائش والنفايات وفتحها لتفادي كارثة متوقعة بتسخير كافة الإمكانات من الجهات الرسمية والفعاليات الشعبية لمعالجة مشكلة النفايات بالولاية..
عدم استجابة
وللمهنية الصحفية بأخذ الرأي والرأي الآخر حاولت (السوداني ) مراراً وتكراراً للتواصل مع مدير هيئة نظافة وتطوير ولاية الجزيرة الأستاذة مواهب حسن إلا أنها لاتستجيب لمهاتفات ورسائل الصحيفة للإجابة على شكاوي المواطنين ومشاهدات الصحيفة والوقوف على المشكلات والحلول كما أنها أوصدت الباب أمام الصحيفة كما أوصدت النفايات مجاري تصريف المياه وإغلاقها تماماً.