الراى السودانى
حينما اقدمت الجبهة الاسلامية علي الانقلاب علي الحكم الديمقراطي كان ذلك منسجما مع فكرها الذي انتجة حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي فكما هو معلوم لكل حزب سياسي مراجع فكرية ومرتكزات فلسفية تشكل خارطة طريقة للتعاطي مع قضايا السياسة فالبنا لم يكن مؤمنا بالديمقراطية اوالتداول السلمي للسلطة فلقد كان متاثرا بالفاشية والفكر النازي الذي كانت رياحة اللواقح تهب من اوربا الي جنوب وشرق البحر المتوسط كما كان تداعي سقوط دولة الخلافة في تركيا بمثابة صدمة صادمة باعتبار ان التحول تم لصالح الدولة الوطنية القومية وهي فكرة لم تعرف طريقها الي عقل حسن البنا فكذلك الجبهة الاسلامية التي شربت من ذات المشارب وسارت علي طرقاتها لذا كان الانقلاب الذي اسس علي قاعدة تنم علي اخلاقهم وهي اذهب الي القصر رئيسا وساذهب الي السجن حبيسا فكان الانقلاب الذي اسس لدولة الحزب واهل الولاء قبل اهل الراي والدربة بل سارت قوافل الانقاذ في ذات طرقات البنا وهي نبذ الممارسة الديمقراطية وبدا الحديث عن الشوري…. فاي شوري معلوم ان الطريقة التي جاء بها ابي بكر الصديق للخلافة تختلف عن الطريقة التي جاء بها بن الخطاب ووصول عثمان بن عفان الي دست السلطة يختلف عن تسنم الامام علي للخلافة….. واستيلاء معاوية علي السلطة وقولة انا اول الملوك وتاسيسة للفرع السفياني كملوك ومن بعدة الفرع المرواني الي ان ازيلت دولة بني امية بزحف قادة ابو مسلم الخراساني من الشرق وتاسيس دولة بني العباس ذات الطابع الملكي الامبراطوري. كل هذا تم باسم الشوري والان الموءتمر الوطني مازال يتحدث عن شوري ولاندري اي شوري في الالفية الثالثة والطامة الكبري فكريا حينما تلي البشير خطاب الوثبة ويبدو انها وثبة في المجهول ولاتخاطب ماهو مامول فلم ترد في خطابة كلمة ديمقراطية فالرجل مازال سادرا في غي فكر البنا الذي يتحدث عن شوري جعلتة علي راس الدولة لاكثر من ثلاث عقود كانت الاسوا في تاريخ السودان الحديث والمعاصر فلقد اضاع في عهدة الميمون جنوب السودان بعد ان حول الحرب الاهلية مع الجنوب الي حرب عقائدية ومذهبية واثنية استحضروا فيها كل المفاهيم الغيبية و حينما لم يفلحوا رغم الاستدعاء الكثيف للدين وافقوا علي سلام قسم البلاد الي شطرين واحرقوا دافور بحرب اثنية عرقية وصمتوا صمتا ذلولا تجاة احتلال مصر لمثلث حلايب واضاعوا ابيي واوقدوا نيران القبلية بعد الانقلاب فصادروا الحياة الحزبية واغلقوا دور الاحزاب وقاموا بتشريد كوادر القوي السياسية ‘حينما ارادت الانقاذ التايد لجات الي اسوا التحالفات فلجات الي القبيلة واضحت حاضرة في اسوا تجربة حكم عرفتها الانسانية كل هذا ولم يفتح الله علي كادر الانقاد ان يتحدث عن مراجعات فكرية وفلسفية حول تجربة الانقاذ الباءرة التي تجلت في المحنة والازمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتي الدينية. فتبارك الله احسن الخالقين