الراى السودانى
قرأت في كتاب عن ماهي الحكومة الدكتاتورية؟ … هي الحكومة التي تتسم بثلاث أشياء أساسية، عدم كفاءة الجهاز التنفيذي الذي يدير شئون البلاد … وغياب الوضع التشريعي وعمل حائط صد دون وصول صوت المواطن … والقضاء المسيس.. ولعل كاتب هذا الكتاب برغم أنه كتاب قديم…. وكاتبه قديم واوري الثرى لسنوات طوال… لكنه، أحسب بتعريفه هذا كأنه يقصد الحكومة الحالية ويجسدها لنا في هذه العبارات.
كلمة فشل ظللنا نرددها في لغتنا السياسية كثيرا… والفشل هو طريق غالبا ما يقع فيه الحكام… وهو ليس بعيب فكلنا ننجح تارة… وتارة أخرى… نفشل والناجح من يعترف بفشله ويجعله خطوة إلى الأمام نحو النجاح لكن في تاريخ السياسة السوداني لم نسمع رئيس من لدن عبود إلى حمدوك… اعترف بالفشل وقدم استقالته فالحكم الان في السودان فاشل بكل المقاييس باعتراف الجميع… وعبارة الفشل قالوها بعض المنسوبين لهذه الحكومة الانتقالية داخل المنظومة الدستورية التنفيذية أو خارجها، كثير منهم اعترفوا بما لم يعترف به رئيس الوزراء وحكومته المدنية…
الشعب السوداني شعب له تركيبة غريبة فالعاطفة تستحوذ على تركيبته النفسية لحد بعيد كل حكم جديد يستبشر به ويسانده، بل ويصفق ويهتف له حتى لو حالته وصلت (جاز المصافي)… ويعطي فرصة للحكام ليتخيلوا وهما… أن لهم وزن اجتماعي كبير وقبول وحين يبلغ السيل الزبي ويطفح الكيل… تدور الدائرة على الحكام بثورة تجتث الذي ظن يوما انه من الشعب والشعب منه ويصبح أمره في خبر كان و يدخل السجن.
مايحدث الآن هو الفشل الصريح والواضح للعيان بدون إعتراف…. وشعب ظن أن في التغيير خيرا وخاب ظنه وصار في وضعية المثل السوداني (تاباها مملحة تاكلا قروض)… لان كل حقبة حكم تذهب تأتي حقبة أسوأ منها… هل هي انهزامية أصابت الشعب يمكن تدراركها واستبدالها بنصر؟ أم هي حالة فشل أصابت الحكام وتستوجب التغيير… وهل يمكن أن نطلق على أنفسنا صفتين وهما الفشل والانهزامية؟ … فلك الله يابلادي من الفاشلين….. ولك الله يابلادي من المنهزمين