الراى السودانى
لا يختلف اثنان على فشل وضعف الحكومة الانتقالية في معظم الملفات التي لها علاقة مباشرة بالخدمات التي تهم المواطن، واصبح الثابت أزمات في الوقود والخبز والكهرباء والمياه والغاز الأزمة، واصبحت الأزمات هي عنوان كل شيء مع جيوش من المسؤولين، هذا الواقع اصبح جزءا حقيقيا من حياة الناس ويتعاملون معه بمشقة بالغة، لكن أن ينتقل هذا الفشل لقطاع التعليم فتلك مصيبة كبيرة ولا يستطيع المواطن التعامل معها.
يوم الاثنين الماضي تم استدعاؤنا في المدرسة كأولياء أمور طلاب الصف السادس من قبل مدير المدرسة للتفاكر حول كيفية التعامل مع الوضع الغامض لمصير أبنائنا، الذين حتى اللحظة لا يملك اي شخص الإجابة حول كيف سيتم انتقالهم من الصف السادس وكيف سيتم امتحانهم لهذا الانتقال.
مدير المدرسة الذي لفته الحيرة قال لنا كأولياء أمور إنهم حتى اللحظة لا يعرفون كيف ستتم الامتحانات؟ هل ستكون ولائية ام امتحانات صفية؟ لأن هذه الدفعة سيتم تطبيق السلم التعليمي الجديد 6- 3 – 3، وحتى اللحظة لم يتم تحديد هل ستكون هناك مرحلة متوسطة ام عام دراسي تاسع ويتم فصل الفصول الثلاثة النهائية؟. اضف لذلك فإن منهج التاريخ للصف السادس تسلمته المدارس قبل أسبوع؛ وهو من ذات الكتاب المثير للجدل والذي تم الغاؤه، ابلغت المدارس باختيار دروس من ذات المنهج وتدريسها للتلاميذ الذين لن يسلموا الكتاب وسيعتمدون على تلخيص المعلمين فقط.
لذلك قررت المدرسة عمل حصص اضافية لاكمال المنهج وتدريس منهج التاريخ بعد تحديد نهاية العام الدراسي يوم 3 يونيو القادم على أن تبدأ الامتحانات في يوم 23 مايو، ابلغنا المدير بأن التلاميذ يحتاجون لتهيئة نفسية لطريقة الامتحان غير المعروفة حتى كتابة هذه الزاوية، هل ستكون امتحانات ولائية ام محلية ام امتحانات صفية؟ وقال لنا المدير انهم يعدون انفسهم للسيناريوهات كافة، مما يتطلب متابعة لصيقة من اسر التلاميذ حتى ينتهي العام الدراسي بسلام.
كله عرفناه – الفشل في كل شيء – (معقولة أولادنا في الصف السادس حتى هذه اللحظة ماعارفين حيمتحنوا كيف؟)، هل سيكون امتحانا ولائيا ام امتحانا لكل مدرسة، علما بأن نهاية العام الدراسي تبقت لها نحو شهر من الآن.
بعد الخروج من الاجتماع مع مدير ومعلمي المدرسة مع أولياء الأمور لاطلاعهم على الموقف والتحسب لكل الاحتمالات وتهيئة أولادنا نفسيا للامتحانات، توصلت لقناعة تامة بأن هذه الحكومة لا تعيش معنا في (كوكب السودان)، وقناعة أخرى بأن الحكومة ما فاضية لقضايانا الهامشية دي، يعني شنو البلد تكون بدون وزير تربية وتعليم وتدير الوزارة الآن وزيرة مكلفة لأشهر، ويعني شنو اولاد الصف السادس ماعارفين حيمتحنوا كيف وماعارفين منهج التاريخ الحيمتحنوه لحدي الآن هو شنو؟ الحكومة مشغولة بقضايا كبيرة مثل إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل، مستقبل ابناءنا في خطر. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.