غير مصنف

هاجر سليمان : الخرطوم في فتيل

الراى السودانى

باتت القوات المسلحة المنتشرة بالخرطوم تشكل نواة لانفجار أمني كبير ستشهده العاصمة في مقبل الأيام القادمة، ولعل أولى نذر تلك التفلتات تابعناها أمس الأول بضاحية بري والتي شهدت إطلاق أعيرة نارية في الهواء سببت حالةً من الرعب والهلع لسكان بري وروعت الأطفال والنساء والمرضى بمستشفى رويال كير، وأحسب أننا حذرنا كثيراً من تواجد تلك القوات بكامل عتادها الحربي وسط الخرطوم لما له من أضرار تتسبب في حالة سيولة أمنية وانفراط لعقد الأمن .
كثيراً ما حذرنا  من انتشار هذه الجيوش وبهذه الكثافة وسط المواطنين ولعلكم بدأتم في جني ثمار ذلك التواجد من حالات نهب وترويع والآن اشتباكات وإطلاق نار بإهمال دون مراعاة للسكان أو المرضى بالمستشفيات تعامل عشوائي لهذه القوات وكأنها في إحدى سوح الوغى، لا احترام لحقوق الإنسان أو المدنيين أو المرضى أو حتى الأطفال والشعب هو من يدفع الآن فاتورة ذلك الأمر وتلك الانفلاتات .
ظللنا نطالب بإخراج جميع القوات الحاملة للسلاح من الخرطوم ولكن كلما تحدثنا وطالبنا يخرج علينا جرو يعوي عواء الفاقد لأمه احتجاجاً على ما نقول ونحن لا نتحدث جزافاً والخرطوم كما أنها ليست ملكاً لأحد أو فئة محددة كذلك هي ليست ساحةً للحرب أو ميدانا للقتال ، الخرطوم ياهؤلاء مدينة للمدنيين وليس العسكر وقد طالبنا منذ النظام البائد بإخراج الجيش بكل مؤسساته إلى خارج المدن وإنشاء مدن حديثة للجيش خارج الخرطوم كأن تكون شمال أم درمان أو الصحراء الغربية ولكن لم يحدث شيء وكان نتيجة لذلك وعقب سقوط النظام السابق وقيام دولة المدنية أن دلفت إلى الخرطوم قوات الدعم السريع في أنموذج لمحاكاة الجيش والآن جميع الحركات الموقعة على السلام تأتي للخرطوم بجيوشها ولا أدري هل ذلك يعني أن قادتها يخشون على أنفسهم ويخافون أن يتخطفهم الطير أم أنها محاولات لإظهار القوة والثقل العسكري أم هي محاولة للتخويف بأنه في حال لم تنفذ مطالبهم ستنقل الحرب إلى داخل الخرطوم ؟؟
لا أدري ما المغزى الحقيقي من تواجد تلك القوة وأني لأخشى أنه في حال فشلت الحكومة في إرضاء جميع تلك الحركات أخشى أن يلجأ الغاضبون منهم لاستخدام السلاح وإشعال فتيل الحرب داخل المدينة واستخدام تلك الجماعات كرت ضغط على الحكومة بتحريضها على إرتكاب جرائم نهب وترويع الآمنين وغيرها من أشكال ومظاهر السيولة الأمنية .
لفت نظري عدة تصريحات للفريق عبدالرحيم دقلو قائد ثاني الدعم السريع لاحظت أن الرجل متحمس ومندفع وعلى النقيض تماماً ممن يحملون نفس رتبته فهي رتبة قيادية تتميز بالحنكة والخبرة والقراءة الجيدة للأحداث قبل إطلاق الأحاديث ولكن تصريحات عبدالرحيم تميزت ببعض الاستفزاز والكثير من اللغو والقليل من الحكمة مما يجعلني أجزم على فشل من حوله من مستشارين وإعلاميين والمؤسف أنه رغم الإمكانيات المهولة لقوات الدعم السريع إلا أنه مازال فاشلاً في إيصال رسالته ربما يعزى ذلك لمحدودية القدرات العقلية لقادة الإعلام بتلك القوة .

الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى