غير مصنف

إبراهيم بقال سراج – ثورة الجياع ، فمن أضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه !!

رؤية مشاهد

إبراهيم بقال سراج

ثورة الجياع ، فمن أضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه !!

لم يخرج أحد من منسوبي حكومة النشطاء ليتحدث عن حال المواطن ومعاناته وعن الأحداث التي جرت في عدد من مدن السودان في شمال كردفان مدينة الابيض وفي أم راوبة وقبلها في القضارف وولاية شمال ” الفاشر ، تم حرق محلية الفاشر والنيابة العامة والبورصة بالكامل وتم حرق مؤسسات حكومية في ام راوبة ومكاتب ديوان الزكاة وإتلاف تام في سوق الإبيض ونهب كافة المحلات التجارية وسرقة ونهب ممتلكات المواطنين وحتي هذه اللحظة لم تصدر الحكومة الإتحادية ولا حتي مجرد بيان وكل الإنشغال كان في وحول المحاصصات الحزبية وتعيين الوزراء والصراع حول كراسي السلطة واللهث والجري وراء الكراسي ولو علي إشلاء المواطنيين الإبرياء فالحكومة لا علاقة لها بالمواطن فقط تريد أن تحكم المواطن ولا تهتم بأمر المواطن .

نعم إنها ثورة جياع ونفس الذين كانوا يهتفون الجوع ولا الكيزان وجوعت الناس يا رقاص فاليوم هم يداهمون الإسواق بحثاً عن الطعام والجوع كافر ، ما حدث في الابيض والفاشر والقضارف وأم راوبة وعدد من مدن السودان أمر طبيعي جداً لمواطن مغلوب علي أمره في ظل الإزمة الإقتصادية الطاحنة وفي ظل التغيير للأسوا فالكيزان الذين يهتفون ضدهم غير موجودين منذ عامين من سقوط الحكومة وفي عهدهم لم يحدث الجوع للمواطنيين لهذه الدرجة فالذي يجوع المواطن الأن هي الحكومة القائمة التي تدعي أنها أحدثت التغيير وجاءت بها الثورة وقسمت السلطة بالمحاصصات الحزبية والسياسية وباعت الدماء رخيصة مقابل الإستوزار والسلطة والدولار يتجاوز حاجز ال 400 ج وجوال السكر تعدي ال 20 الف جنيه وإنعدام تام للخبز في المخابز فطبيعي جداً أن يداهم المواطن الإسواق ويسرق أو ينهب الدقيق والسكر والمواد التموينية ؟ نعم المواطن لم يداهم سوق مواد البناء ليسرق السيخ أو الحديد والإسمنت ولم يداهم أسواق سعد قشرة ليسرق بنطلون أو قميص أو فستان بل المداهمة كان لإسواق السلع التموينية وهذا يدل علي الجوع والحوجة الماسة للأكل والشرب ، نعم المواطن مضطر أن يفعل هذا في ظل وعهد حكومة لا تهتم لأمر المواطن وغلاء فاحش وإرتفاع في كافة إسعار السلع الضرورية للحياة بل إنعدام تام لكل ضروريات الحياة ، فمن أضطر إلي أخذ مال غيره لا إثم عليه لكن يلزمه رد ما أخذ متي قدر علي ذلك .

وفي حالات الإضطرار أحل الله حتي المحرمات وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وذلك في قوله تعالي ” إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ۖ فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ۚ إن الله غفور رحيم ” فأن الأحداث التي جرت في مدن السودان وشاهدنا الفيديوهات والصور لمواطنين وطلاب يحملون جوالات السكر والدقيق والزيت والمواد التموينية وغيرها دلالة علي أن الجوع والفقر والحوجة وصلت مداها وأضطر المواطن أن يفعل هذا الفعل وأن كان المتضرر من هذا هم التجار وإيضاً هم مواطنون ولكن ماذا يفعل الجعان ومن إين سيأتي بالأكل وضروريات الحياة ومرتب الموظف صار لا يكفي لشراء واحد جوال سكر ؟ لم نشاهد مواطن يحمل كيس إسمنت ولم نشاهد مواطن يحمل جردل بوهية بوماستيك ولم نشاهد مواطن يحمل طرحة أو فسان أو قميص بل كانوا يحملون مواد تموينية هم يحتاجونها ولا يملكون ثمنها ؟ وهكذا ستمتد ثورة الجياع لتشمل كل السودان وستسقط الحكومة التي لا تهم لأمر المواطن وتهتم لكراسي السلطة ؟ أنتو عاوزين تحكموا منو والشعب كله جيعان والشعب كل في الشوارع ومظاهرات وحرق ؟ فأين الكيزان الأن فشعار الجوع ولا الكيزان شعار مردود للحكومة القائمة والموجودة التي أوصلت الناس لهذه الدرجة لدرجة مداهمة الأسواق والبحث عن الأكل .

الخطأ الوحيد الذي يمكننا أن نقوله للمواطن عليه الإبتعاد عن الخراب والدمار والحرق فالمؤسسات هي ملك المواطن وليست الحكومة ، محلية الفاشر التي تمت حرقها هي من إملاك الشعب والعربات الحكومية التي حّرقت هي ممتلكات الشعب وديوان الزكاة والبورصة والنيابة العامة بالفاشر وغيرها هي كلها ممتلكات للشعب فيجب الإبتعاد من عمليات التخريب والحرق والمحافظة علي ممتلكاتكم فقحت تذهب والمؤسسات تبقي للمواطن وكل الحكومات تذهب والمؤسسات ملك للمواطن فلا تحرقوا إموالكم ومؤسساتكم فالمتضرر من الحرق هو المواطن وليست الحكومة .

في القضارف تم إعلان الطوارئ وفي الفاشر شمال دارفور تم إعلان الطوارئ وفي شمال كردفان والنيل الإزرق والبحر الأحمر والنيل الإبيض وكسلا وجنوب دارفور ووسط دارفور وغرب دارفور كل هذه الولايات صدرت قرارات بإعلان الطواري ، وقحت لا تهتم سوي بالمحاصصات الحزبية وتشكيل الحكومة ورئيس وزراء قحت في خطابه لم يشير ولا حتي بالغلط عن ما يجري في الولايات من أحداث وأكتفي فقط بذكر إنجازات حكومة الفترة الإنتقالية لعام ونصف فقط قال ” الانفتاح للعالم ” هذه هو الإنجاز الذي يفتخر به رئيس وزراءكم ونسي أن علي عثمان ومهدي إبراهيم وغندور والشيخ الترابي عندما كانوا يقدمون خطابات بأسم السودان من منصات الأمم المتحدة وقتها كان حمدوك يستجداهم ليكتبوا له خطاب إعتماد ليتم توظيفه في الأمم المتحدة مكتب أديس ابابا ، أي إنفتاح عالمي يقصده حمدوك وقد وصل الدولار لأكثر من 400 ج هل الإنفتاح يقدم السودان أم يؤخره ؟ ، هذه الحكومة لن تصمد وستنهار وستسقط ويسقطها ثورة الجياع وقد بدأت الثورة من الولايات ولن تتوقف .

الثلاثاء . 9 . فبراير . 2021 م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى