غير مصنف 2

حمدوك و(المزرعة السعيدة)!.. بقلم محمد عبد الماجد

السودان اليوم:
(1)
· الى وقت قريب كنا نتعامل مع (الاحاديث) التى تحوم حول (مكتب رئيس الوزراء) عبدالله حمدوك ومستشاريه بشيء من اللا مبالاة باعتبار ان هذه (الاحاديث) تخرج من باب الكيد السياسي والدولة العميقة.
· لكن هذه (الاحاديث) الآن تصبح (احداث)، يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، بعد ان تجاوز الحديث عنها مرحلة (الهمس) وأصبح الحديث عنها في (العلن) وفي الهواء الطلق ، لهذا يجب التوقف عندها ومناقشتها بصورة عقلانية بحثا عن علاج الازمة ومداواة جراحها – خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد – بما يؤكد ذلك وجود خلل يستوجب اجراء الفحوصات والكشوفات لكل الاجسام التى يشتبه فيها.
· ومثلما كانت هناك حملات (اسفيرية) كبيرة لدعم حمدوك وحكومته تحت شعار (شكرا حمدوك) تعدت مرحلة (الكلام) وبلغت مرحلة (العمل) عبر الحملة القومية التى اطلقها حمدوك تحت عنوان (القومة للسودان) وتجاوب معها ابناء هذا الشعب (عمليا) – يبقى من حقنا على (حمدوك) ان يستمع للأصوات التى تنتقده وتتحدث (جهرا) عن مكتب حمدوك ومستشاريه الذين تمددوا في كل القطاعات وتغولوا على خصوصيات غيرهم وقفز دورهم من الدور (الاستشاري) الى الدور (التنفيذي)…وهذا خلل كبير كفيل بان يرمي بالوطن الى تلك (المهالك) التى تتربص به.
(2)
· كان وزير المالية السابق ابراهيم البدوي قد اصدر بيان عقب استقالته تحدث فيه عن الكثير من (المخاطر) وأشار بشيء او اخر عن اختزال العمل (التنفيذي) في مستشاري حمدوك ، وقد سمى البدوي تلك الجماعة التى يفترض ان تكون مهامها (استشارية) وغير (تنفيذية) بـ (شلة المزرعة) وهذا شيء ينقل (استشارية) حمدوك من (المكتب) الى (المزرعة) مما يخرج الدولة برمتها من (المؤسسية) ومن (القانون).
· انتقال العمل (الاستشاري) الى (شلة) تجمع (المزرعة) بينها بعيدا عن (مكتب) رئيس الوزراء فيه الكثير من الخطر فكيف ان تحول اصحاب المهام (الاستشارية) الى (تنفيذيين) في الحكومة (المدنية)؟.
(3)
· حسبنا (بيان) ابراهيم البدوي نتاج الاحساس بالمرارة بعد اجباره على (الاستقالة) ، الى جانب انتماء الرجل لحزب الامة القومي مما يجعل لتصريحاته (مآرب اخرى) ومصالح تخدم هوى رئيسه في الحزب الامام الصادق المهدي.
· لكن عندما اصدر وزير الطاقة والتعدين والكهرباء عادل علي ابراهيم بيانا اكد اقوال ابراهيم البدوي في بيانه السابق فان ذلك يستوجب من الجميع التعامل مع الامر بجدية ، وعلى السيد رئيس الوزراء ان يهبش (رأسه) وحديث وزير الطاقة والتعدين والكهرباء السابق يتوافق مع حديث وزير المالية والاقتصاد السابق ابراهيم البدوي.
· وان رفض حمدوك ان يهبش (رأسه) عليه ان يتحسس (رؤوس) مستشاريه الذين حامت حولهم الشبهات وملأ الهمس عنهم المدينة وأماسيها.
· البدوي كان قد تحدث عن (شلة المزرعة) وجاء حديث عادل ابراهيم اكثر دقة وهو يتحدث تحديدا عن الشيخ خضر كبير مستشاري رئيس الوزراء الى جانب السيد مدير السلع الاستراتيجية.
· وزير الطاقة والتعدين السابق عادل علي إبراهيم وجّه في البيان الذي حمل توقيعه انتقادات واسعة لمكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ، مشيراً إلى أن تصحيح مسار الثورة يجب أن يبدأ من مكتب حمدوك قبل تشكيل أي مجلس أو تعيين أي وزير جديد .وأتّهم إبراهيم في بيان، يوم الثلاثاء،كبير مستشاري حمدوك، الشيخ خضر،بتخريب المؤسسية وإبعاد روح القانون والإقصائية والمحسوبية، ولفت إلى تدخلاته في العمل التنفيذي بشكل مُخلٍ ومُضِرٍ بقيم ومبادئ الثورة وبالشفافية والديمقراطية. وحمّل إبراهيم كبير مستشاري حمدوك ومدير السلع الاستراتيجية مسؤولية ما حدث في البلاد من غلاء وصفه بـ (المقلق والمرهق) للأسر السودانية، بسبب توليهما مسؤولية التعاقد والاستيراد والشراء للوقود.
· هذا امر يلزم حمدوك ان يراجع (مكتبه) قبل مراجعة (مجلسه) ، وفي كل الاحوال يجب ابعاد هذه (العناصر) طالما اصبحوا خطرا على الثورة. هذا هو الاسلم لرئيس الوزراء حتى لو كانت هذه العناصر (ضحايا) للكيد والخبث السياسي – في الغالب وكما يقول المثل الشعبي لا يخرج (دخان) من غير (نار)…وقد اصبح (دخان) مكتب حمدوك كثيفا.
· الذي يجب ان ننتبه له ان تصريحات ابراهيم البدوي وعادل إبراهيم وهما كانا يشغلان اهم وزارتان في الدولة مرتبطان بالمواطن ومعيشته (المالية والطاقة) لم تأت في تصريحات (صحفية) او حوار (صحفي) وإنما جاءت في (بيانات) حملت توقيعهما الشخصي وهذا يمنحهما (مصداقية) اكبر ويجردهما من الحيل الرخيصة للصحافة.
· الامر الاخر – (المالية والطاقة) كلاهما ذات طابعا (تنفيذيا) وهذا ما كان يستوجب ابتعاد (مستشاري) حمدوك منهما ، حتى لا يخرجون عمل الدولة ووزاراتها من (المؤسسية) الى (المزرعة).
(4)
· حمدوك الذي يرفع يديه ملوحا بعلامة النصر وهو يؤكد في كل تصريحاته بأننا (سوف نعبر وننتصر) ، عليه ان يعبر هذه (المعضلة) وان يتجاوز تلك (العقبة) التى تتمثل في مستشاريه بنجاح – لأن الرهان على حمدوك مازال قائما …ومازالت آمالنا وطموحاتنا تكبر كلما تعرضت البلاد لازمة او محنة.
· علينا ان ندرك ان هناك عمل ممنهج من اجل اضعاف الحكومة (المدنية) ممثلة في (حمدوك) ليكون ذلك لصالح (عسكريتها) ولصالح الدولة العميقة.
· ندرك اننا سوف نعبر وننتصر – لكن نريد ان نعبر وننتصر باطمئنان وفي السورة الكريمة (سورة البقرة) يقول سبحانه وتعالي : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
· عليكم ان تعلموا ان عبور حمدوك سوف يكلف الكثيرون خسائر باهظة.
(5)
· بغم /
· تعتبر لعبة (المزرعة السعيدة) أكثر ألعاب الـ (MMOG ) شهرةً من حيث عدد اللاعبين، حيث وصل عدد اللاعبين في ذروة شهرتها إلى 23 مليون لاعب نشط يوميًا، يقوم بالتسجيل يوميًا وهي لعبة كثيفة اللاعبين على الإنترنت (MMOG) كانت مثبتة على منصات الشبكات الاجتماعية وقد توقفت اللعبة رسمياً في 25 سبتمبر 2017.
· بعيدا عن (المزرعة) والشلة والجماعية في ممارستها – اعتقد ان الذي يجمع بين (شلة المزرعة) و(المزرعة السعيدة) كثافة اللاعبين!!.

The post حمدوك و(المزرعة السعيدة)!.. بقلم محمد عبد الماجد appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى