السودان اليوم:
(1)
أستنكرت القوات المسلحة في بيان لها يوم الاربعاء الماضي، ما تعرض له عضو المجلس السيادي الفريق أول شمس الدين الكباشي، من اساءة وألفاظ أثناء زيارته لمنزل الصحفي جمال عنقرة،ايام عيد الأضحى المبارك، وأشار البيان إلى أن تلك الإساءة لا تليق بموروثات الشعب السوداني وتقاليده.
تعليق أول :
لا خلاف مطلقاً مع تلك الفقرة ويبصم عليها الجميع بالعشرة.
(2)
أضاف البيان أن القوات المسلحة عندما تستنكر هذه الأحداث تعمل للحفاظ على النسيج والسلم الاجتماعي.
تعليق ثان
على بركة الله
(3)
البيان تعهد بأن تظل القوات المسلحة شامخة لا تهزها الصغائر، وتتعهد كما العهد بها بتدبير كافيه للحفاظ على هذا الإرث الباذج.
تعليق ثالث
كلام عديل
(4)
أخيراً، يقول البيان إن تلك الإساءات تعتبر إساءة للقوات المسلحة، متمثلة في رمزية عضو المجلس السيادي العسكرية.
تعليق رابع
نتفق ولا نتفق
نتفق في نقطة في تلك الفقرة، ونختلف في أخرى، نتفق في رفض الإساءة للقوات المسلحة ولأصغر جندي فيها، ونذهب أبعد من ذلك بكثير، برفض الإساءة لأي شخصية عامة، إنما الواجب ممارسة النقد في إطاره العام، تجاه أي شخصية سياسية عامة.
ونختلف في القول برمزية عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين الكباشي للقوات المسلحة.
لماذا؟
لأن الفريق أول شمس الدين الكباشي قبل 11 أبريل 2019، تاريخ الإطاحة بالنظام البائد، لم يكن معروفاً لـ99.9 % من الشعب السوداني، وما جعله في واجهة الأحداث هو تصديه للعمل العام في زاويته السياسية، أولاً بتعيينه عضواً في المجلس العسكري الانتقالي، ومن ثم عضواً بمجلس السيادة الإنتقالي، فأصبحت مهامه وواجباته سياسية ليست عسكرية، ومن الطبيعي أن يلاقى بالمدح والثناء من كثيرين، بالمقابل من الممكن أن تنتاشه أسهم النقد من آخرين، وهو حق للفئة الثانية، بمثل ما هو حق للفئة الأولى، ولم تُمس مطلقاً شخصيته العسكرية.
(5)
يقود ذلك لموضوع إقحام الجيش في السياسية، فالجيش مُجرداً من كل ما هو سياسي وقائماً بواجباته المعلومة، لن يجد إلا كل الاحترام والتقدير، وعلى العكس، كلما ما اقتربت قيادته من عالم (ساس يسوس) وصراعاتها وألاعيبها، فعليها أن تدفع الثمن، وفي تقديرنا أن ما ذهب إليه القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان في وقت سابق، عن رغبتهم في إبعاد الجيش عن السياسة نهائياً، هو السبيل الوحيد للحفاظ على الجيش وهيبته ووقاره، وأي زج للجيش في السياسة كما فعل النظام البائد، سيجعل من المؤسسة العسكرية أول الخاسرين .
(5)
جاء بيان القوات المسلحة، بعد حملة تحريض كبيرة قامت بها بعض الأقلام، بمزاعم أن ما تعرض له الفريق أول شمس الدين الكباشي، يمثل إساءة للجيش، وفي ظني أن نواياهم لم تكن سليمة ولم تهمهم قدسية الجيش، ولا حتى هيبة الكباشي، إنما المقصود بشكل واضح هو تحريض الجيش للتحرك لتحقيق مآرب لهم ضد الثورة التي وقفوا ضدها من أول يوم لاندلاعها.
The post أين رمزية الجيش؟.. بقلم عبد الحميد عوض appeared first on السودان اليوم.