غير مصنف --

محمد لطيف يكتب: قبل وصول البعثة .. الشرق أسوأ حالاً !

قبل عدة اشهر .. وفى معرض تبنينا لمبادرة رئيس الوزراء الإستعانة بالأمم المتحدة لدعم الشعب السودانى فى عبور الفترة الإنتقالية الأحرج فى تاريخه المعاصر .. قلنا بين عدة مبررات أخرى إن وجود بعثة أممية مركزية للمساهمة فى إنجاز مطلوبات الفترة الإنتقالية .. يساهم ضمن مزايا أخرى فى توحيد جهود المنظمة الدولية .. المبعثرة .. الآن فى السودان .. ويساعد كذلك فى التنسيق بين مختلف وكالات الأمم المتحدة ومكاتبها وأنشطتها المتعددة فى البلاد .. وذهبنا اكثر من ذلك مقدمين الأمثلة وعارضين لنماذج التضارب التى تحتاج بالفعل للتنسيق لحسن توظيف جهود المجتمع الدولى .. وهو الهدف الكلي النهائى الذى ترمى اليه حكومة السودان وتسعى اليه المنظمة الدولية ..!

الآن وقد بدأ العد التنازلى لوصول وفد مقدمة بعثة الأمم المتحدة .. والمكونة من ثمانية من خبراء المنظمة الدولية .. جميعهم ذوي صلة مباشرة بالسودان .. أو بتجارب مماثلة للوضع فيه .. أو هم على دراية بمطلوبات بناء الدول التى تتهيأ لمغادرة محطات أزماتها الوطنية .. وهذا يعزز من مساحات التفاؤل عن دور البعثة القادمة .. يبدو كذلك ان قيادة المنظمة الأممية قد حرصت على أرسال جملة رسائل غير مباشرة من شكل البعثة نفسها .. فقد حرصت على ان يضم وفد المقدمة ممثلين لأفريقيا .. وافريقيا القارة الأم تظل محل ثقة السودانيين ولا شك .. وكذلك ستكون المرأة حاضرة ايضا فى هذا الوفد بسيدتين .. ووجود المرأة ربما تريد أن تقول به الأمم المتحدة إن أهداف الألفية حاضرة فى كل خطوة .. لجهة العناية بدور المرأة لا فى الأسرة فحسب .. بل فى المجتمع وفى الإقتصاد وفى السياسية .. !

إذن .. سيكون من المنطقى بل والمطلوب أن يتم الربط بين أنشطة الأمم المتحدة القائمة حاليا فى السودان .. وبين تلك الأنشطة القادمة .. تأسيسا على البعثة الشاملة .. فحين نتحدث عن الأنشطة القائمة حاليا .. يخطر للأذهان يونسيف ويونفبا و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية والفاو و اليونسكو .. وغيرها وغيرها من الوكالات والمكاتب .. والتى تتمدد أنشطتها فى مختلف أرجاء السودان .. وليس فى مناطق النزاعات فحسب .. مما يجعل من حديث رئيس الوزراء .. أن يعم نشاط البعثة القادمة كل أرجاء السودان .. ليس بدعة ولا حدثا جديدا .. ولئن كان الراشح حتى الآن .. أن البعثة الأممية القادمة ستكون لها نقاط إرتكاز .. ثم مساحات حراك .. فعلي سبيل المثال .. ستنشأ قواعد إنطلاق فى كل من دارفور وجنوب كردفان و النيل الأزرق وشرق السودان .. ثم الخرطوم التى ستنطلق منها الأنشطة نحو الوسط والشمال .. ويمكن أن نلاحظ بوضوح أن التركيز يظل على مناطق النزاع التقليدية .. ثم المناطق الأكثر فقرا ومعاناةً مثل الشرق .. وقد تعقد الدهشة ألسنة الكثيرين حين يضطلعون على تقرير يونسيف الرسمى .. وهو وكالة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة .. الذى يكشف ومنذ العام 2015.. ان سوء التغذية يتفشى فى بعض مناطق الشرق اكثر منه فى دارفور ..! مما يعنى أن الشرق يحتاج الى اكثر من نقطة إرتكاز واحدة .. إن التفكير فى التعامل مع الشرق كله كمنطقة واحدة قد لا يكون مناسبا .. فطبيعة كسلا ليست ذاتها طبيعة البحر الأحمر .. !

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى