الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
يمر الوطن بمنعطف خطير ويشهد في وقت واحد قضايا معقدة عديدة وتشكل في مجملها حزمة من التحديات العويصة واصبح حاله كحال خراش الذي تكاثرت عليه الظباء ولا يدري ايهم يصيب. وعلي رأس هذه القضايا التحديات الاقتصادية وفوضى الاسواق وجنون الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية لقطاعات واسعة من الشعب وبلغ التضخم في عهد هذه الحكومة حداً فاق كل المعدلات والتوقعات ولم تبذل اي جهد للسيطرة على الاسواق وكبح جماح الفكي المفترس وكان ود البدوي وزير المالية السابق يعتمد ويراهن على الدعم المالي الاجنبي ولم يتحقق هذا وسارع قبله برفع مرتبات العاملين في الدولة وقفز بها بنسبة تفوق الخمسمائة وخمسين في المائة وان مرتبات العاملين كانت ضعيفة ويستحقون تلك الزيادات واكثر منها ولكن كان ينبغي ان يسبقها او يصحبها ضبط للاسواق وتحكم في السلع واسعارها ولكن بكل اسف ……النتائج عكسية وارتفعت الاسعار بسرعة صاروخية وابتلع السوق الاسود هذه الزيادات التي اصبحت( شمار في مرقة) وتضرر اكثر منهم الذين ليست لهم مرتبات وينطبق على الوزير السابق المثل ( جاء يكحلها عماها) ووضع من يأتي بعده وزيراً وزارة المالية في وضع صعب لا يحسد عليه اذ انه لا يستطيع ان يعيد النظر في المرتبات وينقصها وفي ذات الوقت قد يجد صعوبة في توفيرها واذا تعذر هذا ولم تصرف وتراكمت فالمتوقع ان يؤدي هذا لاضرابات واضطرابات وعصيان مدني اذا تعذر ايجاد معالجات. وخلاصة القول ان الحكومة بعد تكوينها في اوائل شهر سبتمبر عام2019م قد فشلت في ادارة الملف الاقتصادي فشلاً ذريعاً وراهنت على السراب وماء الرهاب وضاع وقت كثير في التهريج السياسي وما تبعه من تهريج مضاد له ولم تولي الانتاج الاهتمام الكافي بدليل ان السيد رئيس الوزراء والسيد وزير المالية والسيد وزير الزراعة وغيرهم من الوزراء لم يكلف اي واحد منهم نفسه بزيادة المشاريع الزراعية في قطاعها المطري وقطاعها االمروي ولم يتكرم اي واحد منهم بزيارة مشروع الجزيرة بامتداد المناقل والوقوف ميدانياً على الاوضاع فيه وعلى ذلك قس…
اما عن الخدمات فحدث ولا حرج وكوبا اولت اهتماماً بالغاً لصحة الانسان ومجانية علاجه وتطوير هذا القطاع الخدمي والصرف عليه بسخاء واضحت كوبا دولة مثالية في مجال الصحة والعلاج على مستوى العالم فنخن هنا لا نطمح بين غمضة عين وانتباهتها ان نصل الى ما وصلت اليه كوبا ولكن يمكن ترسم خطاها في مجال الصحة والعلاج والعافية درجات. فبكل اسف فإن جل ولا اقول كل المشافي الخاصة قد غلب على جل القائمين عليها الجشع خصماً على الجانب الانساني وعلى من يذهبون للمشافي الحكومية لتلقي الكشف والفحوصات والعلاج فإن عليهم دفع مبلغ معلوم لقاء ذلك ولكنه اقل مما يدفع في المشافي الخاصة.
اما عن الدواء فقد ابتلي الوطن بمافيا خطيرة من جل مستورديه الذين فقدوا الحس الانساني والاخلاقي .
اما عن التعليم اذا ركزنا على نقطة واحدة فإن الجامعات عندما تفتح..فالمتوقع ان يجابه الطلبة والطالبات واسرهم عدم القدرة على توفير ما يكفيهم مالياً في الترحال والإعاشة وربما يؤدي هذا وهم في هذه المرحلة العمرية لان تضيق صدورهم ويسيروا المظاهرات والمواكب وقد يستغل الانتهازيون هذا الوضع ويصبون الزيت على النار لتشتعل بدوافع سياسية لا علاقة لها باوضاع الطلبة والطالبات المعيشية .. واذا تجاوزنا كل التفاصيل المتعلقة بمفاوضات جوبا فإن جزئية واحدة ربما تسبب صداعاً للشعب السوداني في الاسابيع او الايام القادمة والمتوقع ان تحتدم الصراعات المتعلقة باقتسام السلطة بين قحت وبين الجبهة الثورية والحركات المسلحة مع الشد والجذب داخل مكونات قحت بسبب نقص حصتهم مع صراعات متوقعة بين الحركات المسلحة وداخل كل حركة وكل منهم يمني نفسه ان يعتلي موقعاً دستورياً… وهناك قضايا آجلة غير عاجلة وتحتاج للتريس بلا( لهوجة) وتسرع تتعلق بتعديل القوانين وهي من صميم مهام الجمعية التأسيسية القادمة بعد انتهاء الفترة الإنتقالية واجراء الانتخابات العامة وليست هناك ضرورة آنية عاجلة لطرح هذه القضية الحساسة بما تسيره من ردود فعل داخلية حادة . وإن المجتمع الدولي والدول الغربية لا تولي ما يدور في السودان بخصوص التعديلات القانونية اهتماماً يذكر ولن يؤدي هذا لتغيير موقفها من السودان الذي يهمها موارده الهائلة وامكانياته الضخمة وهي تسعى ما وسعها الجهد لتفكيكه وتقسيمه او على الاقل اضعافه كخطوة في هذا الاتجاه.
وموضوع التعديلات لا يهم الدول والحكومات الغربية وصناع القرار هناك ولكن ربما تهتم به وتدعمه بعض المنظمات المشبوهة …وخلاصة القول إن الاولويات بالنسبة لهذه الحكومة مقلوبة واللاهثون وراء كراسي السلطة اذا اعتلوها سيدركون بعد حين انهم يجلسون على كراسي من الجمر واللهب بسبب الاضطرابات والاضرابات المتوقعة والحكومة مطالبة باجراء تغييرات جذرية في سياساتها وشخوصها ليعتلي المواقع من هم اهل لها من اصحاب الهمة والقدرات العالية والمؤهلات الرفيعة والخبرات وقوة الارادة وتقدير المسئولية. والمرحلة تحتاج لمسئوليين فعالين لا قوالين. وقد شبع الشعب السوداني حتى التخمة من كثرة الكلام.
The post السودان: صديق البادي يكتب: توقعات الغد في ظل الاولويات المقلوبة للحكومة!! appeared first on الانتباهة أون لاين.