الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
الأنظمة السياسية عندما تفشل تداري سوءات فشلها بصناعة دراما على الاستديوهات وتبثها، حلقات مختلفة تحدث ضجيجا إعلاميا ضخما، ونصف زمن الحلقة الواحدة يكون إعلانات تصفيقية .. وتؤلف مسرحيات وتنفذها علي خشبات المسارح المختلفة… المؤلفون لهذه العوالم التمثيلية ربما يكونون من مدرسة واحدة… وربما يكون شخصا واحد ويسمى في عالم هوليوود السياسي( الجوكر)..
كذلك الأنظمة السياسية عندما تضيق ذرعا بالذين يعارضون سياساتها تودعهم السجون وليس من الصعب تلفيق تهم لهم هذا أسهل شييء لصانعي المشهد السياسي …فمن عهد جعفر نميري حتي حمدوك.. ظل هكذا الحال.. جعغر نميري أجبر محمد إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي آنذاك لحمل عصاة التخفي سنوات طويلة لم يعرف مكانه حتي خرج بعد انتفاضة أبريل واستلام الحكم من قبل سوار الذهب.. البشير سار علي نفس الشاكلة…
بعد ثورة ديسمبر ظننا أن هذا المنهج وهذا الدرب ذو العرصات المييته قد إنتهى ، لأن شعار الثورة… حرية.. سلام.. عدالة ولكن يبدو أن هذه كانت شعارات جوفا لم تترجل حتي الآن من أسطح الجداريات التي كتبت عليها.. ولا حتي الصور التي بجانبها لم تترجل كلمة القصاص التي كتبت تحتها..
الأنظمة التي تحترم… هي تلك التي تقول لمعارضيها ياأيها الآخرون اخرجوا من مساكنكم من أجل الوطن… ياأيها المعارضون تعالوا الي كلمة سوا فقط لنطبق شعار السلام والحرية والعدالة.. ولاتقل لهم ياأيها المعارضون أدخلوا مساكنكم لكي لا نحطمكم.. الأنظمة التي تحترم… هي من تسمع بحس العقل وليس القلب والعاطفة الصوت الآخر.. سيدنا عمر عندما كان يخاطب الصحابة وهو خليفة للمسلمين عدل رايه في قضية.. عندما ادلت إمرأة برأي مغاير … قال أصابت إمرأة واخطأ عمر….
سلاح الاعتقالات الذي صارت تشهره الحكومة الانتقالية لإسكات الصوت الآخر وكبح جماحه لايضيف شيئا في نجاح هذه الحكومة… واعتقال قيادات معارضة لايعني أن المعارضة انتهت وذهبت…. فالاصم… وسلك… وآخرون كانوا في سجون العهد السابق.. والمظاهرات بالخارج… وازداد الضغط الشعبي و علت المتاريس وازدادت وتيرة الاحتجاجات.. حتي سقط البشير .. فيا حكامنا من يقرأ التاريخ من أجل السرد القصصي للاحداث لايستفيد… ومن يعاصره ويعلم به وينساه يخيب… ومن يكن يوما سجانا ليس بغريب أن يصبح غدا سجينا.. ولكم في التاريخ عبرة.. يااولي الألباب..
The post السودان: ياسر الفادني يكتب: أيها المعارضون .. أدخلوا مساكنكم appeared first on الانتباهة أون لاين.