غير مصنف

السودان: صديق البادي يكتب: إعادة تشكيل الحكومة ستجابهه صراعات حادة ومعضلات عويصة !!

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

تعيين وإقالة الوزراء أو تقديمهم لاستقالاتهم أو انتهاء فترة تكليفهم تمليه انتهاء دورات الحكم أو إعادة التشكيلات الوزارية وهذا شيئ طبيعي في السودان وفي كافة الدول الأخري . وفي الغالب الأعم يمضي كل وزير في فترة تكليفه أعواماً قليلة محدودة وبعضهم قد لا يكمل عاماً واحداً . وفي حالات نادرة يمضي بعض الوزراء سنوات طويلة ومن أشهر هؤلاء جروميكو وزير الخارجية السوفيتي الذي قضي في زمان مضي قرابة ربع قرن في موقعه ومن الوزراء الذين أمضوا فترات طويلة السيد عبد العزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر في عهد الرئيس بن بيلا وعهد الرئيس بومدين وأصبح فيما بعد رئيساً للجمهورية حتي أجبر علي التقاعد . ومن الوزراء الذين أمضوا فترة طويلة السيد صفوت الشريف وزير الإعلام المصري في عهد الرئيس حسني مبارك الذي كان يناديه كما كُتب عنه ( يا ود يا صفوت ) ومن الوزراء الذين أمضوا زهاء ربع قرن في موقعهم الوزاري دكتور أحمد زكي يماني وزير النفط السعودي الأشهر … وشغل الآلاف في السودان منذ الاستقلال مواقع دستورية علي كافة المستويات الاتحادية والولائية والمحلية ومنهم مئات أو أكثر شغلوا مناصب دستورية ووزارية علي المستوي الاتحادي وتتفاوت فترات شغلهم لتلك المواقع بين الطول والقصر . ومن أكثر الوزراء في السودان الذين أمضوا فترات طويلة ثلاثة أحدهم وزير عالم مقتدر أمضي عشرة أعوام متصلة في وزارته كانت مليئة بالجد والعمل وأمضي وزير آخر من أبناء جنوب السودان عشرة أعوام متصلة تنقل فيها بين عدد من الوزارات في الفترة الممتدة من أوائل عام 1954م حتي أواخر شهر أكتوبر عام 1964م وأطول فترة كانت خمسة عشر عاماً متصلة بلا انقطاع أمضاها وزير تنقل بين عدة وزارات في عهد الإنقاذ وعندما استبدل بآخر من حزبه خرج غاضباً والسبب في إبقائه كل تلك السنوات الطويلة هو سعي النظام السابق لتكريس الخلافات والإبقاء علي الأجنحة العديدة الموالية للحكومة لتستمر الانقسامات داخل الحزب الذي خرجوا منه . وهناك عدد من الوزراء عمل كل منهم في عدة عهود وإذا حسبنا سنوات عمل كل منهم في هذه الفترات المتقطعة فإنها تتفاوت بين الطول والقصر . وشكلت الحكومة الحالية في شهر أغسطس عام 2019م وفي يوم الخميس الموافق التاسع من شهر يوليو الجاري أعلن أن السيد رئيس الوزراء طلب من كل الوزراء تقديم استقالاتهم واستجابوا لطلبه إلا واحداً لم يقدم استقالته وأقيل مع ستة آخرين قبلت استقالاتهم وكلف عدد من وزراء الدولة والوكلاء لتصريف المهام الوزارية لحين تعيين الوزراء الذين سيحلون محل من أقيل أو استقالوا وقبلت استقالاتهم أما الآخرين فقد احتفظ رئيس الوزراء باستقالاتهم عنده والمتوقع أن يقبلها كلها في الوقت المناسب ويبدو أنه ينتظر ما ستسفر عنه مفاوضات جوبا وإذا تم التوقيع سيتبعه بالضرورة اقتسام المواقع بين مكونات قحت وبين الجبهة الثورية والحركات الموقعة علي الاتفاقية وكل طرف من الطرفين يريد أن تقسم المواقع السيادية والاقتصادية والخدمية بينهما بالتساوي ويؤدي هذا لتقليص المواقع الوزارية التي تشغلها قحت ويتبع هذا شد وجذب بين مكوناتها لأن المواقع قلت والمؤكد أن اقتسام المواقع السيادية والتنفيذية والتشريعية بين الحركات المسلحة الموقعة علي الاتفاقية سيشهد منافسات شرسة وصراعات حادة ( والفي البر عوام ) أما مجلس السيادة رمز السيادة الوطنية فإن عدده ينبغي أن يكون محدوداً حفاظاً علي هيبة الدولة لأن الترهل العددي بلا مهام تذكر يؤدي لتقليل هذه الهيبة وفي العهد السابق عين عدد كبير كل منهم يشار إليه بأنه مستشار رئيس الجمهورية ولما كثر الاعتراض والتهكم والسخرية ألغيت تلك الوظائف وعين بدلاً عنهم خمسة مساعدين لرئيس الجمهورية في وظائف تشريفية ليست لها قيمة … والوطن الآن يعاني من أزمة اقتصادية وتردي في الأوضاع المعيشية ونقص حاد في المحروقات من بنزين وجازولين لشح المال الذي يتم شراؤهما به مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة … و الخ ومع ذلك ينشغل اللاهثون وراء المواقع بالمنافسات والصراعات حولها مع إهمال تلك القضايا الحيوية والمتوقع فور التوقيع علي اتفاقية جوبا أن يعلن رئيس الوزراء قبوله لبقية الاستقالات التي يحتفظ بها وتكليف الوكلاء للقيام بالمهام بدلاً عنهم لحين تكوين الحكومة بعد ولادة شاقة متعسرة .

The post السودان: صديق البادي يكتب: إعادة تشكيل الحكومة ستجابهه صراعات حادة ومعضلات عويصة !! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button