الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بقلم: صبري محمد على (العيكورة)
ثلاثة أيامٍ كانت حُسُوماً على (قحت) وحُكُومتها قضاها نائب رئيس مجلس السيادة فى زيارة رسمية لدولة أثيوبيا لم يُعلِن عنها مجلس السيادة ولا تعلمها وزارة الخارجية كما أفادت بعض المصادر ، فإن يقُولُ لك رفيقُك فى السكن أنه ذاهبٌ لجهة ما فهذا يعني أنه يُقدرُك أما أن يخرج دون أن تعلم عنه شيئاً فالأمر مُقلق ومُثير للريبة والدهشة ، عاد (الجنرال) ظهر أمس ليؤكد أن الزيارة كانت بدعوة رسمية من رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد وأنها ناقشت قضايا الحُدُود وسد النهضة ومسيرة السلام بدولتي السودان وجنوب السودان والأوضاع بمنطقة أبيي ، قال الرجل إن الزّيارة كانت إقتصادية فى المقام الأول ولكنها لم تغمض عينيها عن القضايا المُلحّة قال إنه بحث مع الجانب الأثيوبي مشروع السكّة الحديد لربط دولة جيبوتى ببورتسودان ليكتمل ربطه باثيوبيا وقال إنهُ مُعجبٌ بالنموذج الاثيوبي مُعتبرهُ فخراً لأفريقيا داعياً رجال الأعمال الشباب للإستفادة من التجربة الأثيوبية فى مجال التجارة والإقتصاد .
لم يَعلِن إعلام المجلس السيادي عن الزيارة ولا عن الوفد المرافق للجنرال مما أثار الشكوك حول علاقة رئيس الوزراء الأثيوبي بنظيره السوداني السيد/ عبد الله حمدوك تُري من الذى وضع الحاجز الزُجاجى بين الرجلين ليجعل كُلٌ منهما يري الاخر ولا يسمعه هل مفاوضات سد النهضة وموقف السودان المُتأرجح والمنحاز أخيراً لجانب مصر أم أن أمر التوتر بين الجيشين عبر الحدود هو ما دعى أبي أحمد أن يوصد الباب بدخول آخر فرد من أفراد الحماية الشخصية لحميدتي ليقول : عفواً الزيارة للكبار فقط ! وما سِر إهتمام أديس أبابا بالشق العسكري من حكومة الخرطوم وإن بدأ حتى هو مُغيباً عن المُباحثات التي وُصِفت بأنها رسمية ، فإن كان الهدف هو مُشكلة السد فمن الطبيعى أن يكُون وزير الري حاضراً وإن كانت مُشكلة الحُدود فالخارجية و وزارة الدفاع هما ما يجب تواجدهُما ولكن كلاً من هذه البروتوكولات والمراسم لم تحدث ، و هذا (برأيي) ما يُفسر غلى المراجل بين حكومة (قحت) والسيادي وإزدياد الهُوة السحيقة بينهُما وإن أبدي الطرفان المودة والإبتسامة أمام الكاميرات . لكن فى المقابل لم لا نجد العُذُر لابي أحمد فى عدم دعوة نظيرة السيد حمدوك كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية ولكن ماذا كان سيفعلُ (حمدوك) إذا إلتقي أبي أحمد! وهل يملك عبد الله أصلاً قرار مجلس وزرائه حتى يلتزم بإسم دولة بما يقول ولو كُنتُ مكان أبي أحمد لفعلتُ مثلما فعل فمالى ورئيس وزراء لو سُئل عن عدد سُكان دولته لرفع سمّاعة الهاتف يستفسرُ ولو سُئل عن موارده وخُططه للتنمية لتلجّلجَ و إرتبك ولو سُئل عن قبائل السودان وجغرافيتها لرسب ! فمعذورٌ أبي أحمد إذا أوصد أبوابة و علّق عليها (الدخول للمُختصين فقط) ويُمنع إصطحاب الأطفال ! أليس هذا ما كان يريدُ أن يقوله رئيس الوزراء الأثيوبي ؟ ولولا الأدب (الدُبلماسي) والحصافة لقالها .
إذاً تظل زيارة الفريق أول (حميدتى) لأثيوبيا وما شابها من غُمُوض وعدم إعلانها في بداياتها تظلُ شأناً سيادياً بحّتاً ولو لم يُعلن عن التوقيت و الوفد والبرنامج ، و تُعتبر (برأيي) إعادة وزن لحكومة حمدوك بعد قرابة العامً من تشكيلها على ميزان أقوي دولة إقتصادياً تُجاورنا تُدرك مصالحها جيداً و لا تجهل التعامل مع موازين القوي الاقليمية والعالمية ودولة لا تعرفُ أنصاف الحُلُول وقالتها صريحة لأمريكا حينما لجأ إليها الفراعنة لإدخالها كطرف ثالث ضمن مُفاوضات سد النهضة ، يقتضى البُرتوكول الأثيوبي عند إستقبال الضيف الرسمي أن ينتظر رئيس الوزراء أعلى درج السلم أمام بوابة مقرة ليصعدُ الزائر لاهثاً حتى تصافح يده يد رئيس وزرائهم وهو (بُروتُوكُل) صارم يدل على كبرياء وشموخ الشعب الأثيوبي ويحتاج السُودان الذي تُهرول حكوماته وبلا إستثناء نحو صالة كبار الزوار ومدرج المطار لإستقبال لاعب كرة قدم أو طائرة إعانة ! (طيبة زايده) !!
نعم نحتاج لدرج عالٍ كدرج أبي أحمد لا لطأطأة الرأس المُذّلّه كما فعلها حمدوك وهو يُصافح وزير الخارجية الأمريكى بألمانيا بعد تناول الغداء على مائدة (السِتْ) (ميركل) أتذكروناها ؟ (ياخ بالغ عديل لكن) .
لذا يظل الفريق أول (حميدتي) وخدماته المُجتمعية ودعمة للصحة وإصحاح البيئة والمواصلات و جاهزية قُواته رقماً صعباً لا يُمكن تجاوزه فى الساحة السودانية وما المهام الجسيمة التى كُلف بها (ود حمدان) إلا دليلاً على كفاءة و صدق الرجل وإن إختلف الناسُ حولهُ فملف السلام أين عُلماء السياسة وأساتذة الجامعات أجلسهُم بالكراسي الخلفية ، لجنة الطوارئ الإقتصادية أين شهادات أمريكا وعُلماء الإقتصاد وأين العبقري (حمدوك) و ود البدوي ؟ بالكراسي الخلفية أيضاً ، التفلُتات الأمنية هُنا وهُناك وبسط هيبة الدولة فمن لها غير (حميدتي)؟ مُكافحة التهريب ودوريات الحدود ! إذاً هل علمت عزيزي القارئ لماذا إكتفى أبي أحمد بدعوة حميدتي ولم يدعو نظيره حمدوك؟ وكيف أتي أبى أحمد لسدة الحكم وكيف أتي حمدوك ؟ (أفهمُوها يا جماعة) !
قبل ما أنسي : ــــ
كان عمّنا أحّمد ود خُوجلي (رحمة الله عليه) عندما يُراد تشكيل لجنة بالقرية لأي غرضٍ كان يقول وهو جالس علي كُرسيهُ قبل أن يتقدم نحو (المايكرفون) يا أخوانّا أسمعوني (المالية أدُوها زُول غنيان كان نقصَت بِتمّها) . فيا أهل (قحت) حُكومة ثلاثة أرباعها ليس بأيدكم ! أحسن تسمعوا كلام عمّكُم أحمد .
الاحد ٢١/ يونيو ٢٠٢٠م
The post السودان: العيكورة يكتب: (حميدتي) وأغنية .. حبيبي سافر وجاء appeared first on الانتباهة أون لاين.