غير مصنف

السودان: مزاهر رمضان تكتب: الغني المتسول

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

وهج الفكرة … مزاهر رمضان

مارس ذلك الرجل التسول رغم غناه… تعود أن يكون اليد السفلى.. رضي أن يذل نفسه (للبسوى والما بسوى)… ربما لأنه كسول أو أنه بلا نخوة ولا أنفة أو ربما لأنه ينظر للآخر بأنه أفضل منه أو ربما هو التعود… فحينما يصير الفعل عادة يومية فإن التخلي عنه سيصير أمرا عسيرا.. ثم أنه لا يمانع أن ترسل إليه المساعدات (النظيفة وغير النظيفة) والإعانات من الأقرباء والغرباء… حتى أن بعض أبنائه – ممن تصل المعونات عن طريقهم – كان يستأثر بها لنفسه ولا يتوزعها مع إخوته.. أما الديون فقد أغرق نفسه فيها مشروطة وغير مشروطة…
الناس ينظرون إلى الشحاذين بعين العطف أو بعين الاحتقار… وفي كلتا الحالتين فإنهم الأدنى والأضعف ولا يرجى منهم شئ فهم يأخذون ولا يعطون. من يعطف عليهم يرجو من عطائه لهم الثواب.. ومن يحتقرهم يرى أنهم عالة على الناس وشريحة غير منتجة وبلا فائدة سيما إن كانت أجسادهم وأعمارهم ومؤهلاتهم تمكنهم من العمل والاستغناء والإغتناء.
الحاجة تلجئ البعض أن يكون يدا سفلى ولكن فقط لبعض الوقت وتحت ضغط الضرورة وإلحاحها.. وما أن يجد ما يكفيه حتى يترفع عن (الشحدة) ويستغني بما عنده – وإن قل – عن سؤال الناس أعطوه أو منعوه..
عندما تكون كسولا وبطنك أكبر همك فلن يكون لمعاني العزة والأنفة مكان في قاموسك وسترضى (بأي شئ) ولن تستطيع أن تفرض رأيك ولا شخصيتك على الآخرين وسيقررون نيابة عنك وسيحددون مصيرك ويرسمون لك طريقة حياتك وتفكيرك لأن من لا يملك قوته لا يملك قراره..فهو إن خطب لا ينكح وإن غاب لا يفتقد وإن حضر فوجوده (زي عدمو).
أما من يكتفي بنفسه ويوظف موارده ويعمل عقله وجوارحه فيما ينمي ماله ويصبر على الجوع والحاجة حتى يصل إلى مرافئ الاكتفاء والرفاهية ولا يستعين بغيره إلا في أضيق نطاق وبكامل عزته وأحقيته فهذا هو الأجدر بالبقاء والهيبة والاحترام.
وما ينطبق على الأفراد ينطبق على الجماعات والدول… فهناك دول عالة وبلا مكانة و(مجرد زحمة في خريطة العالم) تمثل الضعف والتخلف في زمن القوة والهيمنة.. فبينما الناس يتكتلون تجدها تعاني الإنقسام والشقاق وبينما هم يرتفعون تتهاوى هي إلى أسفل سافلين.. ومهما حاولت النهوض أقعدتها الخلافات والفساد وتظل تراوح مكانها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: الغني المتسول appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى